(1)
ذهبت عشرات المرات إلى موسم الإنفراد
رأيت قلب روضة متخلفة مفعمة بالدموع
و مقبرة بلا طيور وألق ندى القمر
و صبية دون عنوان
مررتُ عشرات المرات عبر خريف
عشق مظلم
حيث وجدوا موتهم في الأمواج
الطائشة للبحر
(2)
لم آت من تلقاء نفسى الى الروضة
المملوة بأزهار الحياة
جئتُ من ربيع الدماء
و جئت سفينة متخلفة
من أمواج بحر هادىء
رأسى كماء النهر أبيض
و نفسى كورقة منفوضة
(3)
لم آت من تلقاء نفسي
ولدّتُ
من نار عند نار الإحتراق
من السهل المزروع بأزهار الجراحات
الممزوجة بلون الظلام و
انكسار قلب الفراشة
(4)
لم آت من تلقاء نفسى
ولدّتُ
فى شتاء عاصف
فى مدينة يبابٍ خربة
لكى أرتدي لوناً أبيضْ
حين تركني والدي
جاءت قصيدة متشحة بالسواد
فألبستني
لم أعرف كالطير البكاء و النسيم و الموسيقى
هي قالت لي...
(5)
لم آت من تلقاء نفسي
لأدخل دنيا انكسار القلب والآلام
كان الجسد المحترق لامرأة حلبجة
جمرة حقد غاضب
جعلتنى أدون جراحاتهم
(6)
لم آت من تلقاء نفسي
لأغدو طائراً أسيراً
كان هذا بكاء أطفال كركوك
الفقر الذي جعلني أخوض دنيا الكفاح
كفاح الصبايا الجميلات فى قنديل
(7)
إذ حلَّ يوماً
لم أكن موجودا فى مدينتى
ابحثوا عنى
في أشجار أرجوان " سيوان "
فى موسم نفض الأوراق
قد تعثرون علي فوق قبور الشهداء
فإن لم تجدني
قد أكون فى زقاق منهار بقلعة " دزة "
بيت أرملة عذراء
بعد أنفال كرميان
(8)
وإن لم أكن فى أي منها
ربما أصبح حمامة بيضاء
أهدل لقامة هذا الشعب
أو غدوت قصيدة رقيقة
لشواهد المقابر
سقوط الزُهيرات الشاحبة لأحبتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق