ذاكرتي تحتضن طفل لا زال يغفو تحت اضواء النجوم و وجه القمر ..
كان مولع بعد النجوم الى ان نهته امه عنها فقالت :
يا بني اني اخاف عليك لأن تصاب بلعنة الافول ..
.
وفعلا تحقق قولها فقد تبين اني اصبت بطفح جلدي يسمى بلهجتنا "الفالول "
لم ارى الا طفل واحد بدت عليه اثار هذا المرض
فسئلته كيف حصل لك هذا فقال :
لاني دوما اصطاد الضفادع
فقلت له حسبتك مثلي تعد النجوم ..
.
وذات يوم قلت للكبار انا قادر على اصنع شمس و قمر ..
فضحكوا قائلين كيف يمكنك ذلك ..
فجئت بحفنة من حصى و تراب و بدأت افركها بين يدي وقلت لهم هكذا تخلق الشموس ..
.
وبدو انهم يضحكون و يستهزئون قائلين :
اين هي شمسك .. ؟
وانا افركها بين يدي و اقول لهم انتظروا فانها لا تنخلق الا بوقت قد يطول ..
و هكذا تبين لاحقا ان النجوم و من بينها الشموس تتجلى عند احتكاك ينتج في دومات الغبار يدعى السديم و لكن تحت ضغط شديد ..
.
كان الاطفال عندما يسئلونهم الكبار : عندما تكبرون مثلنا ماذا تصبحون ؟
الاول قال لن نصبح على خير و الثاني قال طبيب و اوسطهم قال ضابط و الآخر يريد ان يصير بطل مثل ابيه ذو القدرات الخارقة و و و ..
و اخيرهم اذهلهم حينما قال :
اتمنى ان لا اكبر و اصبح مثلكم ..
.
و لما توجهوا لي بالسؤال
قلت لهم اني عندما اكبر اريد ان اصير رائد فضاء ..
و الامر الغريب ! اني عندما تولاني الكبر لم اصبح رائد للفضاء ..
و الاغرب من هذا ! ان هذه الامنية قد كتب لها التحقيق ولكن بطريقة اخرى ..
فانا بدون معراج لأسبر به الفضاء وجدت نفسي مطوقة بما حولها بالفضائين : منهم من يدور في افلاك مغلقة ومنهم من ينام مع الاوهام ..
غص بهم بلدي في جميع الازمنة و الامكنة ..
من قاسم نافورة* الى عبعوووووب و من حفرة السلمان الى ذاك الصوب ..
.
لو اعلم ان هذه الامنية تتحقق بهذه الطريقة لوئدتها منذ الطفولة ..
ولكن الزمن لا يدور للوراء ..
ف ها انا اعيش امنية قاحلة بزمانها تحاصرني بفضائها الاجرد
.
.
.
.
.
.
*قاسم نافورة عمل في وقت سابق مديرا في امانة عاصمة بغداد و كان مولعا بتصميم المصطحات المائية ذات الذوق السيء .. وبعدها مات غرقا في ظروف غامضة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق