ظل في مكانه متسمرا وهو يلوح بيد مرتجفة ، يحدق في ابعد مدى تصل اليه عيناه
تمتم كلمات دعاء وسلامة بينما راحت دموعه المنهمره تغسل وجنتيه وتبلل شفتيه اليابستين
وحين غابت عن عينيه اخر صوره لولده لم يعد قادرا على الوقوف ، جثى على ركبتيه واجهش
باكيا ،، بداء يصرخ ليمزق السكون بصوته المخنوق بالعبرات ،، ( ارجع يا ولدي مالي في
الدنيا سواك ،، ارجع لمن تركت اباك ..؟؟ ) ،، تبعثرت الكلمات في فضاء المكان ولم تحرك
في الاشياء من حوله الا الصدى ،، هاجر الولد و لم يكن لديه سبيل اخر فقد اغلق الوطن
ابواب الامل في وجهه واسدل الستار على شبابيك الرجاء فقرر ان يغادر دون رجعه
واقسم على ان لا يعود يوما ،، لم يأخذ اي شيء من ذكريات او اي اثر من احبه سوى
رسم ابيه العجوز الذي غفى في مقلتيه وبعض اوراق من شجر الحناء التي راحت تعطر
ملابسه ،، حين افاق الاب على صوت من كانوا حوله وهم يسالونه ان كان يطلب مساعده
اطرق براسه وقال ( لقد خسرت كل ما املك لكني لن اخسر وطني وسادفن هنا ولن ارحل !!)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق