مثل جنرالٍ عجوز
أُحيلَ إلى التقاعد
ليس لديه من يكاتبه
أجلسُ وحيدًا
كل ما ينتصف الليل
في الشرفة المطلّة على زقاق الحيّ المظلم
أدخن سيجارًا رخيصًا
من دون فلتر
لا أنتظرُ أحدًا
ولا ينتظرني أحدٌ
لذا بابي مقفل جيدًا بالمزلاج
منذ سنوات
الريح تمشط لي شعري
لم أحتج يومًا إلى مشطٍ ولا مرايا
ليس في بيتي تلفاز ولا حتى راديو
ليس في بيتي سوى ذكريات شبابي التي ضيعتها في الحروب
مثل جنرالٍ عجوز ومنسي
أعيش هنا وحدي
بلا أصدقاء ولا عائلة
الأيام تعيد نفسها برتابة
كما التاريخ يعيد نفسه
والوجود بقبحه ولا معقوليته يضاهي عدمه
لاشيء يسليني الآن سوى بعض قصائد لشعراء مجهولين
ومواء القطط الكئيب
القادم من الشارع الخلفي
وحدي أنا وظلّي
كما لو أنّه حارس مكلف بحمايتي
شهدنا معًا هذا الكرنفال
هذه الحفلة التافهة للوجود
الصباحات باتت مملة مثلها المساءَات
وساعي البريد أتى وذهبَ
وزع بريده على الجميع
أمّا أنا فلم يطرق بابي أحدٌ
لأن بابي مغلق منذ سنوات
..
Nice words. Many closed their doors
ردحذف