أنا نوعٌ من أنواعِ البشر
مصنفٌ ك( إنسانٍ مستقر )
أبدو في بيتي نصفَ إلهٍ
والنصفَ الآخرَ كائنٌ حيٌ
من حضيرةِ الزواحف ،
قد أكونُ ضئيلاً في هذا المجتمعِ
لا أُرى إلا بأجهزةِ الفحصِ الدقيقة
أنمو في العصرِ الحديث
كفطرياتٍ تصيبُ الثمارَ …
أعترفُ طوعاً
إني لم أشاركْ آدمَ
بقضمِ التفاحة ،
ولم أشدّ الحبلَ لحَمَّالةِ الحَطب ،
عندي عدة هويات
تشيرُ إلى صنفِ الدمِ ولونِ البشرة
وأما حقلُ العمرِ فهو فارغ …
أحملُ ورقةَ منديلٍ صحية
أمسحُ بها آثامي
بين فترةٍ وأخرى
أسيرُ في زقاقِ حارتي
بحذاءِ الصمت
وأحذرُ جدا
من مطباتِ الجدلِ في الدين
عندما يحتدمُ بين رجاله
حولَ الجنّةِ والنّارِ
عندي العقابُ والثوابُ
خارجُ الحسابات ،
لم أدافعْ عن اللهِ
لأنّه هو الأقوى
ولن أقنع أحدًا بالإيمان ،
أرتدي عباءةَ العبادةِ
حالما أشكرُ الخالقَ والمخلوق …
من سماتي
خجولٌ لحدِّ النّخاع
جاءتني من الجدِّ الرابعِ …
هذا من فضلِ موروثي الثقافي ،
جيوبي متوسطةُ الحجمِ
نصفُها لبذورِ اليقطين الأبيض
والباقي لدراهمٍ توفر ليّ
الدواءَ والماءَ والطعام
رغم إني أكرهُ
الغني والفقير على حدٍّ سواء
لأنّهما لا يتفقان
على توزيعِ ما يملكان
أما أنا لا إلى ذاك ولا إلى تلك …
لا أميلُ إلى السياسةِ
ولم أكنْ معارضاً
لأي نظامٍ
أخشى المحاكمَ ،
لا أملكُ ثمنَ رشوةٍ
ولا أرغبُ عقوبةَ الإعدام
ولا الرّصاصةَ الكاتمة
فإني لا أملكُ ثمنَ قبرٍ ،
أبحثُ عن العدالةِ
مستلقٍ على الأريكة
في أغلبِ الأوقات
أدركتُ أنّ حكامَ مباريات كرة القدم
هم أكثر عدلاً أثناء النقلِ المباشر …
عند الفجرِ يتلاشى المدى
في احداق النوافذِ
وينتهي مفعولُ الندى
لذا أغفو من دونِ قلق
فالنّهارُ عندي جافٌ بن جاف …
أغني " ياظالمني "
حينما أكوي ملابسي
بمكواةٍ حرارتها من جمراتٍ
وأدندنُ أثناءَ النعاس
(( أبات مهموم وأصبح مستجد للهم ))*
رغم إني لم أعطِ فكاً لقتلِ هابيل …
البراءةُ عندي كنكتةٍ نبتتْ في صدرِ الشط
حين النضوج
تحملُ عناقيدَ دمعٍ منهمرٍ
لا تستوعبها الخوابي والآلام …
أنا عرّاب الملهاة
بين العقلِ والأحلامِ
ربما تكون الحياةُ عندي خطأ
أو ذنباً لا يغتفر
حيثُ عند الملائكةِ معروفٌ
بإني كثيرُ العصيانِ لأوامرِ الموت
وأكثرهم للقدر كارهون …
في أيةِ جائحةٍ
أتعاطى المصلَ بالفطرةِ ضدّ العدوى
وأطهّرُ قيافتي بمحلولِ الطيبة
ضدّ الإساءةِ وفرضِ الإرادات
نزلتُ قبلَ المخاضِ بآلاف السنين
وعشتُ للآن بغرفِ الخدجِ متحفظا
بمشيمتي إلى يومِ الحساب…
أنا لن أنل جائزةَ نوبل
لإنني أغبى عالمٍ في علمِ العروق ،
عذراً للإطالة
هذه زاويةٌ من زوايا الجذور ..
البصرة / ٧-٦-٢١
*أغنية لقحطان العطار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق