تجلس صامتة خلف النّافذة، نقرات المطر على البلّلور تنسجم مع الخفق المتصاعد مرّة والنّازل أخرى، زمجرة الرّياح تطرق باب قلبها تبعث الرعب في كلّ اجزائه.
سحب ملبّدة احتلّت مكان الشمس تذكّرها بحالها، فنجان قهوة وبقايا سجائر، مذياع ترسل ذبذباته دبكة سريعة الايقاع أوْحَت إليها بالرّقص فنهضت مسرعة وبدأت ترقص، شعر متناثر، يدان تعلوان وتنخفضان وتمتدّان، رجلاها تضربان الأرض تفرغان شحنة التوتّرات السّاكنة بعمقها، جسد ثمل بخمرة الأحزان فغدا مترنّحا من الأوجاع المتكالبة عليه حتى كاد يتهاوى ...
المطر يقوى والأوتار تتواصل، عزف المطر يشكّل لوحة جميلة في مخيّلتها لكنّها لا تغيّر من مرارة واقعها الذي عصفت به الحياة..
عادت من حيث أتت منكسرة الخاطر، متألّمة، تبتلعها هوّة الصمت من جديد، تدحرج الدمع من عينيها سرعان ما تكوّر وتضخّم ليلفّ عمق المأساة .
ابداع ❤
ردحذف