في أول فصول الروح تفتح شباك الوهم على ربيع خالي من الغابات تكسرت أغصانها عند جنائز العشب ..
لم يبق في روحها غير ملمس الجسد المحترق بنار مطمورة في جفاء البحر ..
لم يبق منها في غير الوجع أمارسه بسرية صراخ الدموع، التي تغلف كفن جسدي المرسوم بجبر الريح على تابوت أنفاس الورق الأصفر الهارب من قدره إلى أرصفة العزاء ..
لم يبق غير رقصة ثمالة الكأس الأخير بأقدام وشى بها تعب النعاس وسط تصفيق
حضور الغرباء ..
الابتسامات مملة من الضحك العابر إلى أجساد تمارس طقوس ذبح ضحية إلهة البرد بمواقد الوهم بالإنصات إلى همس خراب الروح ...
كان الغناء يتلو بحنجرة ذاكرة صوت فزع الشوارع القادمة من مدن أضلاع المسافات المرمية على لوائح الكراسي، التي لا يجالسها غير صمت الدخان الموبوء بسعال حشرجة البحر وقت ذبول السفن على كفه ....
تجالس ما بين أسماء طحالب الريح عند شهوة الأشجار في خريف نزيف الجفاف..
أنا أنصت إلى روحي وهي تغادرني ببراقع الانكسار إلى الزاوية القصية من طقوس
الهم الأخير من قبائل اندهاش عيون المسافات، إلى أحلام التي ما عادت تطير من نهايات ذاكرتي لتسابق مهرة جنوني المسرجة بعربات الغربة وسط العشب المنحدر بغابات الشوفان ....
لا ليس هناك عزاء في ضمور نجمة المساء الأخير ...
لا ليس هناك عمرا أخرا بعدها
برغم كل مواويل الدم المراق
من أجنحة طيور العمر المغادر إلى الفناء ....
صار جسدي يشبه السجن حين تتنفس الروح العطر الأخير من فردوس أنفاسها ،
قد انتهت أقامتي في الحضور يوم انتهت ضرورة تلاقينا عند مطارات، نشرع في زحمتها الأحلام على واجهات إعلاناتها ...
نكتب في دفتر اللا غيب علامات تصافحنا على أجنحة هبوطنا الاضطراري من الأحلام في هواء تنفسنا الغربة من جديد ...
دعيني وأسكني صرير الأخر الموجود فيك قبل أن أولد في الدروب المؤدية إلى روحك
فأنا قررت الرحيل إلى مدن منفى جنوني قبل أن أفزع كثيرا من تلاشي خضرتي
بين كفيك ...
وقبل سقوطي في ثقب دوران الأرض عند مسيرة غبار عدم توازن ذاكرتي في غيابك ...
قد أقبل الجنون .....
أقبل ..أقبل كمهرة الريح أمتطيها وأغيب....؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق