هنا التاريخ يرتعب
هنا اغتصبت حضارته
وما جمعت له الكتب
هنا للخلف ينسحبُ
هنا ضاعت بشائره
وقد ضاقت به الدنيا
وأزرى لبَّه الكذب
هنا قتلٌ وتدميرٌ وأناتٌ بصوت الخوف تنتحب
هنا للصمت زلزلة ٌوموتٌ أحمر يَثِب
براميل مفخخةٌ ٌ
مقاليع ٌ
صواريخٌ
رصاص أحمق ٌ غادر
جنون أهوج فاجر
يبيد الوردَ .. يدفنه
بقلب بارد جائر
وفي الحارات يبكي موتَه الغضب
هنا حلب
هنا القى عمامته رسول الشر والشيطان
واستعلى بشفرته
يبشر بالردى حينا
وحينا بالردى يثب
هنا الدنيا بأجمعها على جدرانها صلبوا
يمام الحب والدفلى وأرواح بعمر الورد تغتصب
هنا حلب
ركاما أصبحت تبكي على الواح وحدتها
فما وجدت لها ملجا
ولا هبت لها النُّخب
وخيل العرب سادرة لها في لهوها أَرَب
فتضحك تارة لهوا
وتخفي وجهها الرِّيَب
وطورا تملأ الدنيا أحاديثا
وتُغرق جرحها الخُطَب
هنا حلب
هنا مرت حضارات ومن مرّوا ..
على أبوابها كتبوا
يزول السجن والسَّجان من دمها
وتبقى حالة أخرى
لوجه النصر ترتقب
فإن هدموا مآذنها
وإن صلبوا جنين الأرض في دمها
أو احتزبوا كوجه الليل أو نهبوا
ستَخرجُ مرةً أخي كما الفينيق منتصباً
وتغدو للهوى سـِفرا يبشر بالغد الآتي
وتستعصي مفاوزها على زمن
به التاريخ ينقلب
هنا حلب
هنا تنمو بيادرها بقمح وافر أنقى
ونصر الله للضعفاء
يقترب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق