قضيتُ اللّيلَ سهْراناً
فلا قيلٌ ولا قالُ
ولفَّ الصّمتُ دُنيانا
كأنّ الكونَ تمثالُ
إلى جيدٍ صَبا قلبي
وهذا البرقُ مِرسالُ
فشقّ الصّمتَ ثنتانٌ
تراتيلٌ وموّالُ
ملأتُ اللّيلَ أنغاماً
وحنّ العودُ والفالُ
جيوشُ الحبّ وحدانٌ
زرافاتٌ وأرتالُ
وسوحُ الغِرّ قدْ مرّتْ
بها دلٌّ ودلّالُ
وهذا الخلّ هيمانٌ
به للنّاسِ أقوالُ
فكمْ سُرّوا به يوماً
ويوماً غيرُهمْ كالوا
فما للنّاسِ مِنْ حدٍّ
إذا دالتْ بهِ الحالُ
بطرفِ العينِ قدْ أغْضى
وشالُ الغُنْج سِربالُ
أسيلُ الخدّ أزهارٌ
وشهدُ الثّغرِ سِلسالُ
ومسْكُ الخالِ فوّاحٌ
وسهْمُ اللّحظِ قتّالُ
سقاني الكأسَ فتّانٌ
فَداهُ الحالُ والمالُ
فزَينُ الشّوقِ أقداحٌ
وشَينُ الودّ بِلبالُ
كتبتُ الشّعرَ تيهاناً
ووجهُ البدرِ يختالُ
ومالَ القدُّ ميّاساً
فراقَ القلبُ والبالُ
وكادَ الوجدُ يطْويني
وفوقَ النّجمِ ينْهالُ
لُجينُ الخدّ أفلاكٌ
وأصباحٌ وآصالٌ
يريدُ الوصلَ أحياناً
ودونَ الوصلِ أهوالُ
ودونَ الوصلِ أخطارٌ
محيطاتٌ وشلّالُ
وموجُ البحرِ أسيافٌ
وجرحُ الهَجْرِ هُمّالُ
وعادَ الدهرُ غدّاراً
ونَوحُ الصبِّ زجّالُ
فما بالُ الدُنا صدٌّ
وأتراحٌ وأغلالٌ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق