أَسألْ تلك الليالي التي أيقظْتُها فيها وكانت في عز لحظات النوم
أسألْ تلك الأوقات التي ضمّتني
بين يديها الحنونتين كل لحظة كل يوم كنتُ طفلاً وكانت
كل شيء بالنسبة لي
كانت الشجرة الوارفة
وبذاتها تقدم لي الفيء
تصحو على صوت بكائي
وتعلم ما أريد دون أن أتكلم
بين ذراعيها تضمني وبشعرها أتلثم
نبرات صوتها أعذب
من أنغام بلبلٍ إذا شدا
أنفاسها دفءٌ لي بأيام
البرد والشتاء إذا بدا
أمي .. ثلاثة أحرف لها
في قلبي أحلى صدى
غايتها راحتها سعادتها
أن تبذل لي روحها
بلا منةٍ ولأبعد مدى
رضاها عني، كفرح نبتة
ظامئة لامسَتْها قطرة ندى
وكفرحة ارضٍ قبّلت دم شهيد
ضحى بروحهِ وافتدى
وكفرحة أب محب لأبنه رآه ضالاً
ثم عرف الدرب فاهتدى
وكفرحة وطنٍ سرّ ببطلٍ ضحّى
بروحه وما هاب الردى
أمي، محرابي كانت
إذا هممتُ الصلاة
ودنياي
إذا عشِقتُ الحياة
حملتني واحتملتني
بكل صبرٍ وأناة
قصّت لي أروع الحكايات
أحالت ظلمة ليلي إلى
أنوار وألوان زاهيات
أمي .. اعذريني
فقد خذلتني الجمل والعبارات
يوم وددتُ استحضارها
اعتذرت وتاهت أحرفي هاربة
مرتبكة وتبعثرت الكلمات
وما أمسكتُ ولحقتُ بهن
كانت اليسيرات القليلات
اعذريني يا أمي
تقف كلماتي أمام مقامكِ
خرساء خُجله
بالرغم من أن سنوات
حياتي بفضائلكِ حُبلى
أمي لن أوفيك ما حييتُ
ومن هوى محبتكِ ما شفيتُ
ومن نبع حنانكِ ما اِرتَوَيتُ
وعمري من دونكِ ما هويتُ
وصفحات كتاب سنواتنا ما طويتُ
وغير هناء قلبكِ ما نويتُ
سأصلي لكِ يا أمي ما حييتُ
سأحضِّر كفني إذا يوماً لكِ نسيتُ _______________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق