معنى كلمة ومضة:
1- ومَضَ يَمِض، مِضْ، وَمْضًا ووَمَضَانًا ووميضًا، فهو وامِض وأنار. ومَض البرقُ: لمع لمعانًا خفيفًا وظهر
2- وَميض: مصدر ومَضَ
ضوء ضئيل يسطع فجأة في بعض البلّورات عند تعرُّضها للإشعاع أو الجُسيمات المشعَّة
3- وَمْضَة
جمع وَمَضات ووَمْضات
وَمْضة النُّبوغ: التماعته، ظهوره المفاجئ والعابر، بريق من الضَّوء.
وعلى ما تقدم ندرك أنّ الومضة هي بريق من الضوء الخاطف والعابر.
القصة الومضة:
لم يكن هذا الأسم هو ما يطلق على القصة الومضة التى نعرفها حاليًا بل كان يطلق مع بعض المسميات الأخرى على القصة القصيرة جدا(ق ق ج) ولذلك مازال هناك خلط كبير بين القصة الومضة والقصة القصيرة جدا ليس هذا فحسب، بل أن كثيرًا من الأدباء، مازالوا يخلطون بين القصة القصيرة جدا والقصة الومضة ولا يفرقون بينهما وذلك حيث أن مقومات القصة القصيرة جدا هى نفسها تلك المقومات التى تم وضعها للقصة الومضة وهذة المقومات هى.
1- التكثيف الشديد
2- الإيحاء
3- المفارقة
4- الخاتمة المدهشة
وقد ذُكرت هذة المقومات في دراسة على موقع (ستوب) الألكتروني بعنوان(القصة الومضة:مفهومها، ومقوماتها.) وذلك في 17 سبتمبر 2010 وذلك كي لا يدعي أحد ما أنه هو من وضع مقومات القصة الومضة أو هو من ابتكر هذا الأسم(القصة الومضة).
وسوف نقوم بشرح هذة المقومات لاحقًا.
ومن هنا ندرك جليًا أن القصة الومضة هي البنت الشرعية للقصة القصيرة جدا كما كانت القصة القصيرة جدا هي البنت الشرعية للقصة القصيرة.
ما هي مقومات القصة الومضة التى اشترطها النقاد؟
1- التكثيف
2- الإيحاء
3- المفارقة
4- الخاتمة المدهشة
وسوف أضيف إلى هذة المقومات مقوم خامس وهو العنوان والذي سوف أبدأ به شرح هذة المقومات.
أولأ العنوان:
هو بوابة النص وعتبته والذي يتم من خلاله الولوج إلى جسد النص ومحتوى السرد وليس هذا فحسب بل أعتبره ملكية فكرية للكاتب فهو البوصلة الي توجه القارئ إلى المتن السردي ذلك المتن المكثف جدا وتساعده(القارئ)على المزيد من التأويل والتلقي أي أنه(العنوان) مجموعة من الدلالات والعلامات التي تسبق السرد ولا يكتمل النص إلا به.
ودائما ما يفضل أن يكون العنوان أسمًا وليس فعلا وأن لا يتم تكرار العنوان داخل متن القصة.
ثانيا التكثيف:
ويكون عن طريق الاقتصاد الشديد في الكلمات بشرط أن لا يخل ذلك بمضمون السرد والاكتفاء منها بما يفي بالغرض .
فالقصة الومضة لابد وأن تكون مكثفة جدا خالية من الزوائد والحشو الوصفي واستخدام الكلمات التي تعبر عن الموقف المراد ورصده بمهارة شديدة وإتقان كبير.
ويمكننا القيام بذلك عن طريق استعمال أفعال الحركة القوية( قام- تذكر- لاذ) والتقليل من أفعال الوصل(يبدو_صار) وكذلك عدم إخبار القارئ بكل شئ والإكتفاء بالتلميح والإيحاء.
ومن هنا نستطيع القول أن القصة الومضة هي فن حذف الكلمات والتكثيف الشديد ورصد الموقف المراد بحرفية عالية وإتقان كبير.
ثالثا الإيحاء:
حينما نقوم بإنجاز التكثيف الشديد في استخدام الكلمات للتعبير عن الموقف المراد سوف يصل بنا ذلك حتما إلى لغة نصية براقة ولامعة بالدلالات والإيحاءات وسهلة فى توصيل المعنى الى المتلقي.
فالإيحاء هو جعل المتلقي يعرف ما تريد قوله دون أن تخبره بذلك مباشرة وكلما وضعت المتلقي في خانة المستنتج كلما زاد شغفه بالنص ولن يتأتى ذلك إلا عن طريق الإيحاء والإبتعاد عن التقريرية والمباشرة.
رابعا المفارقة:
المفارقة عند الفيلسوف الانجليزي مارك سينسبري هي:
خاتمة قد تبدو غير مقبولة، مستمدة من فرضيات قد تبدو مقبولة، من خلال منطق قد يبدو مقبولا.
أما المفارقة في المجال القصصي والسردي هي سريان حدث بصورة عفوية بدلا من حدث آخر مقصود.
والمفارقة عموما تعني قول الشخص نقيض ما يُعنيه لتأكيد المدح أو القدح بصورة عكسية.
والمفارقة في القصة الومضة هي صورة فنية وإبداع قصصي مرادها الخروج على النص مما يعطينا حالة من التشويق والإثارة تتحقق من ثنائية هذة المفارقة.
والمفارقة تحمل في جعبتها أبعادا كثيرة، كالقبول والرفض، والإلتقاء والتضاد، والممكن وغير الممكن، والواقعي والخيالي.
ومن هنا نستطيع القول: أن المفارقة في السرد القصصي هي خلاصة مقارنة بين أمرين أو حالتين من تضاد وإختلاف يقوم بتصويرهما الكاتب سواء كان ذلك مُعلنا أو مستنبطا من النص.
وهذة المفارقات أو الثنائيات هي معطيات لغوية تحمل الإيحاءات والدلالات في المضمون وغالبا هذة الثنائيات تحمل المعنى والمضمون إلى القارئ بصورة إيحائية غالبا ما تكون أروع وأجمل من الصورة المباشرة وهذة هي التقنية السردية التي يبدعها القاص لخلق التشويق والإثارة في نفس المتلقي.
خامسا الخاتمة المدهشة:
وهي تشكل في القصة الومضة الهدف والمراد وذلك بخلاف باقي أجناس القصة الآخرى حيث أن الخاتمة تكون فيها واضحة أو رمزية أو مفتوحة الاحتمالات.
أما في القصة الومضة فالخاتمة فيها ليست من من مفرزات السرد وكذلك قد تكون بعيدة عن المضمون الذي من الممكن أن يفرض خاتمة بعينها.
فالخاتمة في القصة الومضة بمثابة قفزة من داخل النص إلى خارجه وذلك لإحداث الدهشة في وجدان القارئ.
ويجب أن تكون الخاتمة المباغتة والدهشة في القصة الومضة كافية لوجدان القارئ والمتلقي بحيث لا يتساءل ثم ماذا؟ أو ماذا بعد؟.
أي لا تترك الخاتمة القارئ منتظرًا لشئ سوف يأتي بعدها.
ما الفرق بين القصة الومضة والقصة القصيرة جدا؟
للأجابة على هذا السؤال وكي نستشف الفرق بين هذين الجنسين الأدبيين وقد أصبحا قبلة الأدباء مع تسارع إيقاع الحياة والضغوط الحياتية التي حالت بين المهتمين بالأدب والناس بصفة عامة وبين القراءة الطويلة.
سوف نقوم بعمل مقارنة بين نصين أحدهما قصة قصيرة جدا والأخرى قصة ومضة.
القصة القصيرة جدا هي نص (قسوة) الفائز بالمركز الأول في مسابقة نجم العام التي أقامتها مجلة أخبار نجوم الأدب والشعر(الشاعر/خالد بدوي).
قَسْوة
وَقَفتْ سيّارتُها الفَارِهة في إِشارةِ الْمُرُورِ وهِيَ تهدْهدُ قطّها ذَا الفِراءِ الكَثِيف وترْجُوه أنْ يَتنَاول منهَا قِطعة اللحْمِ المُدخّن والقِطُّ يَأبي وَلمْ تلحَظ ما سالَ مِنْ لُعابِ الطفْل الَّذِي يمسَح نَافِذة السَّيَّارَة.
النص للكاتبة الصاعدة/ مروة سعيد علي/ مصر
أما القصة الومضة فهي قصتي(جزاء) الفائزة بالمركز الأول في الرابطة العربية لمسابقات القصة الومضة (د/سماح عبدالحليم)
جَزَاء
صَدَحَت حَنَاجِرهم بنَشِيد الحُرّيَّة؛ صَفَّقت لَهُم المَشَانِق.
أ- نلاحظ في القصة القصيرة جدا والتي أمامكم الأن أن الحدث فيها متصاعدًا ومتطورًا وإشكاليا.
بدأ بسيطا بوقوف السيارة الفارهة في إشارة المرور ثم بدأ يتصاعد ويتطور حيث تهدهد قطها وترجوه أن يتناول قطعة اللحم المدخن والقط يأبى.
أما في قصتي الومضة(جزاء) والتي هي أمامكم الأن نرى أن الحدث فيها جامدا وساكنا كمادة خام لم يتم تصنيعها بعد (صدحت حناجرهم بنشيد الحرية، صفقت لهم المشانق) ليس هناك تطورا أو تصاعدا في الحدث بل هو جامد وساكن
ب- نجد عدد الكلمات في القصة القصيرة جدا قد تجاوز الثماني كلمات بينما في القصة الومضة لم يتجاوز هذا العدد من الكلمات
ج- نجد في القصة القصيرة جدا هناك شخصية محورية وهي صاحبة السيارة وهي من خلال أحداث القصة تبدو عليها معالم الثراء الفاحش وذلك من خلال السيارة الفارهة والقط الذي تهدهده.
ثم تبرز لنا القصة الشخصية الثانية في توظيف الحدث المتنامي وهو القط المدلل والذي يأبى أن يتناول قطعة اللحم المدخن.
ثم تأتي الشخصية الثالثة وهو الطفل الفقير المعدم والذي ألقى به الفقر والعوز الى الشارع حارما إياه من أبسط حقوق الطفل وهي المأوى والرعاية فكان مصيره مسح زجاجات السيارات أثناء توقفها في إشارة المرور مع لعابه الذي يسيل على قطعة اللحم.
أما في قصتي الومضة فالشخصية المحورية كانت واحدة حيث كانت لهؤلاء الغير معروفين والذين صدحت حناجرهم بنشيد الحرية والذين هم بالطبع يفتقدون هذة الحرية.
ما هي القصة الومضة؟
هي كلام منثور يدل على معنى مراد مشروط بالتكثيف والإيحاء ونهاية مباغتة.
فالقصة الومضة لا يهمها الإنشغال بسرد الحدث والأحداث بل جل اهتمامها أن تقوم بغرضها الفني في أن تلمع وتبرق داخل النص وفي عقل ووجدان القارئ.
كيف تكتب قصة ومضة؟
1- القصة الومضة مكونة من ثماني كلمات كحد أقصى وتتكون من فقرتين أو أكثر.
2- يجب أن تشتمل القصة الومضة على ثلاثة عناصر أساسية هي.
أ- العنوان:
ويكتب في سطر منفصل أعلى النص ويكون خاليا من علامات الترقيم وغير مقفول بنقطة.
ب- جسد النص:
ويتكون من الفقرة الأولى وبعدها مباشرة علامة الترقيم دون فاصل بينهما ثم الفقرة الثانية والتي تكون بينها وبين علامة الترقيم فاصل ثم نقطة القفل دون فاصل بينها وبين جسد النص.
ج- لابد أن يشتمل نص القصة الومضة على المقومات الأساسية والتي ذكرناها سابقا وهي التكثيف والمفارقة والإيحاء والخاتمة المدهشة والمباغتة.
بعض القصص الومضة الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى في الرابطة العربية لمسابقات القصة الومضة (د/ سماح عبدالحليم)
مُبدع
أحيا مَنظُومةَ القِيمِ؛ ماتَ علَى الرَّصِيفِ.
(خلف كمال)
نَصِيب
هَوَّى بِهِ المَنْطِقُ؛ أَسْعَفَهُ الحَظُّ.
(علي العكشي)
فنَّان
نصَّبَ تمثالاً للحرية؛ أُعدِمَ في ساحتهِ.
(نديرة جوبراني)
شهيد
احتضنَ الوطنُ جثمانَه، تسلَّقَ الحزبُ اسمه.
(سيد محمد سيد كرم)
شاعِر
أسَر العِشقُ قلبَه؛ اِنطلقتْ تُغرّد قصائده.
(حسن الفياض)
أُمِّي
تصَّحرَ زماني؛ أمطرَ قلبُها رحمةً.
(خلود شعبان)
موظف
اعتقلَ أوراقَ النّاسِ؛ أفرجتْ عنها الرّشوةُ.
(أحمد سعد)
عَميلٌ
سَمِعَ عنْ غلاءِ الوطنِ؛ باعَهُ في المزادِ.
(نشأت عادل)
بار
أكرمَ أُذن والده، طيّب أبناؤه مسامعه.
(أيمن السردي)
مُتحَرِّش
نزعت جسدها من بين يديه؛ مزَّقَ سيرتها.
(سوزان عبدالقادر)
لقيط
أرضعته مع أبنائها؛ زاحمهم في الميراث
(أحمد طرشان)
حرمانٌ
اشترى ألعابًا لابنَتهِ؛ سَبَقها إلى اللَّعبِ بها.
(سميرة إبراهيم)
استغفارٌ
رَطَّبوا بِهِ أَلسِنَتَهُم؛ رُويَتْ صَحْراءُ نفوسِهَمُ.
(د/سعاد السيد)
العَانِسُ
اِسْتَكْبَرَتْ عَلَى الْحُبّ؛ أَذَلَّتْهَا رَغْبَتُها في الْأمُومَةِ.
(حسناء البستاتي)
بعض القصص الومضة الفائزة فى مسابقات مجلة أخبار نجوم الادب والشعر (خالد بدوي).
عَرَبِيٌّ
اسْتَنَدَ إلى ماضيه التَّليد؛ انهارَ جِدارُ حاضِرِه.
(محمد أحمد نبيل)
بَعْثٌ
امْتَزَجَ خَرِيفُهُ بربِيعِهَا؛ وُلِدَ فّصْلٌ خَامِسٌ.
(أسمهان الفالح)
مُكافِحٌ
احدَوْدبَ ظهرُه؛ استقامتْ ذريتُه.
(علي العقابي)
ﺑَﻠَﺎﺑِﻞٌ
ﺗَﻐَﻨَّﻮْﺍ ﺑِﺎﻟْﺤُﺮِّﻳﺔِ؛ ﻋَﺰَﻓﺖْ ﺃَﺭْﻭَﺍﺣُﻬُﻢْ ﺳِﻴﻤْﻔُﻮﻧِﻴﺘَﻬَﺎ
ﺍﻷَﺧِﻴﺮَﺓَ.
(فاطمة عطا).
حسن الفياض
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق