طائر من أهل الليل ينشد أحزانه صوته أشبه بألأنين ويسكن الخراب، توارث العرب كرهه والتشاؤم منه لأسباب مجهولة، ويُضرب به المثل في الشؤم وقُبح الصورة والصوت ودائما نصف الشخص الذي لانحبه ان وجهه وجه بومة.
خصال البوم
البوم طائر يعرف المشاعر الأبوية، ويقدِّس الحياة الأُسريَّة؛ ولا ينقطع الأبوان عن رعاية الصغار وإطعامهم وتعليمهم أُصول الطيران والقنص، حتى يطمئنَّا إلى اكتسابهم المهارات الأساسية، التي تعينهم على الانطلاق في الحياة، مستقلِّين، ومعتمدين على أنفسهم
طيور البوم تتراوح أوزانها بين / 55 – 4200 / غرام .. ويتميز طائر البوم بحاسة سمع متطورة جداً تعتمد عليها الأنواع ليلية النشاط في تحديد أماكن وجود الفرائس مهما كان الصوت الذي تصدره ضعيفاً
- تضع الإناث / 2 – 12 / بيضة خلال عدة أيام متتالية وتتعهد حضانتها وينحصر دور الذكر في تأمين الغذاء 0
- لا تبني طيور البوم أعشاشاً حقيقية دائمة بل تعيش في أعشاش مؤقتة ( فجوات ضمن الأشجار الكبيرة أو في الكهوف أو في جحور بالتربة
الطيران
لدى البومة خاصية فريدة ألا وهي الطيران الهادئ، فلا تحدث أجنحتها صوتاً أثناء الطيران ، حتى لا تهرب الفئران والقوارض الحذرة بطبعها. و هي تستطيع الطيران عند عمر 6 او 7 شهور
ريش البومة
هو ريش ناعم جدا .. رمادي يميل الي الابيض علي الظهر و الي الابيض و الاصفر علي البطن .. و يتحول هذا الريش من زغب الي ريش حقيقي عندما يبلغ عمر البومة شهر و نصف
جميلة هي انحناءات البوم الابيض وتكويراته، وهو يتماوج في الغسق المشع بنجمة كبيرة
قوة ودقة النظر
عيناه واسعتان جميلتان ويعتقد خطأ أن طيور البوم لا ترى جيداً في ضوء النهار لكنها ترى نهاراً بشكل ممتاز ولمسافات بعيدة ولا تستطيع الإبصار في الظلام التام ، تركز على الهدف بكلتا العينين وتستطيع إدارة رأسها إلى 270 درجة ..
نعيب البوم
نداء هذا النوع من البوم عبارة عن نعيبٍ هادر نمطيّ يتكوَّن في العادة من خمسة مقاطع، وفي أحيان قليلة من أربعة فقط. نعيبُ الأنثى أعلى من نعيب الذكر، وترتفع حدَّته عند نهايته. تصدرُ الفراخ الصغيرة التي ما زالت تعتمدُ على رعاية أبويها هسهسة أو صراخ للمطالبة بالطعام أو للتعبير عن انزعاجها أو خوفها.
البومة في التاريخ (مع رمسيس)
كانت البومة(تاووكت) تحظى بأهمية كبرى لدى الفراعنة وكانت طائر رمسيس 2 المفضل، لكن ذات يوم ضربته بجناحها في وجهه وكادت تفقأ عينه فغضب عليها وصار ناقما عليها.
البومة في العالم الشرقي
نظرة العرب إلى البوم أو الهامة :(وهذا ما توارثناه عبر ألأجيال )
ورد في التراث *اتبع البوم يدلك على الخراب * ومن أساطير العرب قبل الإسلام إنه ليس من ميت يموت ولا قتيل يقتل إلا وتخرج من رأسه هامة ، فإن كان قتل ولم يؤخذ بثأره نادت الهامة على قبره : اسقوني فإني صدية .(هل يعقلها أحد ؟)
وكانت العرب تنظر إلى البوم على أنه طائر الشؤم وتتشاءم به ، ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم وسئل عن الهامة قال : (لا عدوى ولا طيرة ولا هامة)
وقال الله جل وعلا في كتابه الكريم ... بسم الله الرحمن الرحيم ( وما من دابّة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون ) (الأنعام 38)
نذكر قصة مشهورة رويت عن المأمون :
أشرف الخليفة المأمون يوماً من قصره فرأى رجلاً قائماً و بيده فحمة يكتب بها على حائط القصر ، فقال المأمون لبعض خدمه اذهب إلى ذلك الرجل و انظر ما يكتب و ائتني به فبادر الخادم إلى الرجل مسرعاً و قبض عليه و تأمل ما كتبه فإذا هو :
يا قصر جمع فيه الشــوم و اللـوم متى يعشش في أركانـك البـــــوم
يوم يعشش فيك البوم من فرحي أكـون أول ما ينعيـــك مرغــــوم
و لما مثل بين يدي المأمون ن قال له ويلك ما حملك على هذا ؟
قال مررت على هذا القصر العامر و أنا جائع فقلت في نفسي : لو كان خراباً لم أعدم منه رخامة أو خشبة أو مسماراً أبيعه و أتقوت بثمنه ، فأمر له المأمور بألف دينار يأخذها كل عام مادام القصر عامراً بأهله .
البومة في العالم الغربي
وفي أوروبا وأمريكا أيضا يرمز بالبومة إلى الحكمة، حيث تمجد الاساطير اليونانية البومة وتحيط من حولها هالة من الحكمة.
إذن فهي عندهم ترمز للحكمة والعلم
وقد أخذ الناس ذلك من شكلها الرصين الهادئ
وهي شخصية محببة في أفلام الأطفال والكارتون
وتظهر شخصية البومة عادة في شخصية معلم يضع نظارات
المردود ألإقتصادي لطائر البوم
وقد أثبت العلم ما ذهبت إليه السنة من نفي الشؤم عن البوم أو الهامة ، فقد تبين أن البوم في غاية الأهمية للبيئة ، وقد جعلها الله مع غيرها من الحيوانات صمام الأمان الذي ينظم أعداد القوارض في البيئة ، فهي تأكل الفئران والجرذان والأفاعي والحشرات والعصافير ، حيث تصيد حوالي 5000 فأر في السنة الواحدة ، وطريقة الصيد بعض أنواع البوم تعد هادفة متخصصة فهي تختار من الأرانب الأفراد الضعيفة والمريضة ، فتحدد التكاثر وتمنع انتشار المرض ، فعندما انتشر وباء الأرانب في أوربا في أوائل الخمسينات من القرن العشرين سلمت أرانب جنوب إسبانيا من الوباء . فتبين أن وراء ذلك أنواع من البوم المفترس كانت تكثر في البيئة ، فإذا تذكرنا ان البوم يصيد 15 فأرا يوميا فكم هي الفائدة التي تعود على الإنتاج الزراعي
أنه يفترس جرذاً كبيراً أو ثمانية فئران يومياً ، مما يعني أنه يصطاد 1800 – 2200 فأر سنوياً إذا كان متوسط وزن الفأر / 50 / غراماً 0
وإذا أردنا مكافحة هذا العدد من الفئران بالمبيدات التي تتسم بالأمان نسبياً والتي تتصف بأسعارها المرتفعة إلى حد ما ( مثل مبيدات الجيل الثاني من مانعات التخثر ) فنحن بحاجة إلى كمية من المبيد تتراوح من / 9 – 11 / كغ على اعتبار أن كمية المبيد اللازمة تقتل فأر يوزن / 50 / غرام من هذه المبيدات هي /5 / غرام ، أي أن البوم النسري الواحد يوفر نظرياً كمية من المبيدات يعادل ثمنها سنوياً / 90 – 110 / دولار 0
هذا إلى جانب أن هذه الطيور تنشط على مدار العام وعندما تفترس زوجاً من الفئران في بداية موسم التكاثر فهي بذلك تكون قد قطعت سلسلة تكاثر كان يمكن أن تتضاعف مئات المرات في حال توفر الظروف الملائمة فهو يقوم بدور عامل مكافحة القوارض بلا مستلزمات مثل (المبيدات والطعوم ووسائل النقل والأجور ) والأهم من ذلك كله أنه يكافح مكافحة نظيفة لا تسبب خللاً للبيئة أضف إلى ذلك فإن طائر البوم عادة ما يتوجه إلى المناطق التي تمتاز بوفرة الفئران فيها ويبدأ بمكافحتها قبل أن تنتبه لذلك الجهات المعنية فيوفر خسائر كبيرة كان يمكن أن تحدث نتيجة مهاجمة المحاصيل الزراعية وتكاليف عمليات المكافحة .
ونذكر أن طيور البوم تتكاثر سنوياً مما يعني أنها تنتج عوامل مكافحة إضافية على خلاف المبيدات التي يجب إعادة استخدامها بين الحين والآخر...
الخلاصة :
هل البومة طائر "جميل" – فعلاً؟
لا أقصد من هذا السؤال الوصول إلى إجابة بنعم أو بلا بل أود أن أضع يدي على الخيوط التي أريد لها أن تقودني إلى تحديد العلاقة – الملتبسة دائماً – بين الجمال والثقافة
أي لماذا لا نرى "الجمال" في طائر مثل البومة؟
السؤال هو هل هناك علاقة بين الحب والكراهية؟
أي أننا نميل إلى "كراهية" ما نراه قبيحاً أو بمعنى آخر نميل إلى أن نرى قبيحاً كل ما نكره..
إذن فهو جهل أجدادنا ، والجهل والخرافة من أعدى أعداء الإنسان ، فأي شيء تعتقده خطأ له تأثير خطير في حياتك، لذلك قالوا في تعريف العلم: إدراك الشيء على ما هو عليه بدليل، وفي تعريف الجهل: إدراك الشيء في خلاف ما هو عليه.
لو ظنّ الإنسان أنه كلما ارتفع ضغطه كلما حسنت صحته هذا جهل، ارتفاع الضغط قد يؤدي إلى انفجار بعض شرايين المخ، وقد يصاب بالسكتة الدماغية، إما أن يصاب بشلل تام أو بموت فجائي، فإذا ظن الإنسان أن ارتفاع الضغط مفيد جداً هذا هو الجهل وهو أعدى أعدائه، المصاب بمرض السكر إذا ظن أنه كلما تناول النشويات والسكريات شفي من مرضه هذا هو الجهل، أعدى أعداء الإنسان أن يجهل. فلا يليق بنا ونحن في هذا العصر أن نظلم هذا الطائر الجميل ...
بعد ذلك كله نخلص الى ان البوم طائر جميل فاذا احدا ناداك يا بومه لاتزعل
وهذه هدية جميلة من المبدعة المتألقة ....
غادة السمان
حين أكتب عنك
فوق البحر غير المتوسط لأحزاني
والصمت مُحدق بي من كل جانب
تطلع بهدوء فوق سطوري جزيرةٌ
لعلها كانت غارقة في قاع الورقة
حتى عرفتك!
ما أضيق الكلمات على صدري
كلما تنهدت حبك الشاسع..
***
حين تهب رائحة عطرك
يكتشف الهواء مجده.
***
حين تختال صوبي في المقهى
وكل عضو فيك يرحب بالآخر،
تكاد من جديد تقنعني
أن الجسد هو البلاغة
وكل اللغات الأخرى هراء فضفاض..
وحين تبتسم لي
أتأمل شفتين شهيتين كحافة هاوية
وأعرف كيف يستطيع الفم أن يصير بئراً لسقوطي..
وحين تمضي، أكتب كثيراً فوق الرمل
لأتعلم قراءته، فلربما خطّ لي مصيرنا معاً..
والسنوات تعبرني، عاماً بعد آخر
وتصقل بشفراتها ماسة حبك
وتجلوها لترفعها نجمة جديدة
في مجرّة نجومها بصمات المحبين..
وحين أكتب عنك، تهب أصواتك لتلهمني
كصوت البحر، في كهف سري داخل ورقتي..
***
كتبتُ جنوني وصدقي بكل هياج عواصفي ورياحي
فأحلّ الضفادع سفك دمي
في مواسم النقيق على حافة المستنقع
ونصحوني بكتابة باب الإعلانات المبوّبة
وعمود الوفيات، وصفحات التسلية والأبراج
وامتداح التثاؤب وأعوانه، وكان وأخواتها
وبقيّة الأفعال الماضية الناقصة
كي يعلّقوا على صدري وسام "الكوما" المذهب
برتبة حصان سباق متقاعد..
ولكن البومة التي تقطنني
لا تزال تتابع طيرانها الليلي في قارّات الدهشة
وحرفها مهرة فضائية لعشق الفضاء المفتوح..
بكل قلبها المفتوح... على صدر الورقة البيضاء.
***
الصحو غبيّ يا جاري الراكض معي في قاع الزجاجة
والهذيان غنيّ بالشرر
والمسافة بين العرس والمقبرة،
شجرةٌ،
نصفها للسرير، والباقي للتابوت.
***
أكتب عنك أيها الغريب
في محاولة يائسة للتعرُّف على كُنه حبنا..
أكتب لأنني أجهل، لا لأنني أعرف!
________
10 - 4 - 1992
(البحث من مصادر متنوعة)
الرابط ادناه على صفحتي لمن يحب التمتع بصور هذا الطائر الجميل المظلوم... https://www.facebook.com/abdallah.karbalaee/media_set…
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق