لهذهِ الغرفةِ مذاقٌ . . يُشبِهُ الأَواني الفارغة !
والقلقَ الذي يُحيطُ بمواعيدِ القطارات
يُشبِهُ تساؤُلاتِ الجنودِ عن برامجِ القتلِ هذا الصباح
وطرق الوقايةِ من الملل !
.
الكنبُ يبدو جميلًا . . هنا
شرط أَن تتناسى أَنَّه مُجرَّدُ اسفنجةٍ مضغوطةٍ . .
على هيكلٍ عظميٍّ لشجرة
وأَن لا يُراوِدُكَ في الليل هاجسٌ أَنَّ القماشَ فوقَه
ليس سوى كفن مُلوَّن
.
قنوات الأَخبار ، مُذيعاتٌ جميلاتٌ . . وموتى !
وأَنتَ تُوزِّعُ نظراتِكَ على . .
مساحيقِ التجميلِ . . وسيَّاراتِ الإِسعاف
يبدو الوطنُ كبيرًا حين تَراهُ عن بُعدٍ
وهذا الطفلُ الذي أَنهى واجباتِهِ المدرسيَّةَ قبلَ النومِ . .
لكي يموتَ صباحًا مرتاحَ الضميرِ . . كبيرٌ أَيضًا
.
كَجزءٍ مُكوِّنٍ من غُبارِ المكانِ . .
تَطرُدُكَ الغرفةُ بينَ حينٍ وحين . .
لستَ ثابتًا كهذا السقفِ الذي يُقزِّمُك
ولا واقفًا كالجدرانِ التي تُعامِلُكَ كقطٍّ أَليف
.
يُشبهُكَ ذلكَ اللاشيءُ الذي لا تراه
وتلكَ الغَصَّةُ التي تقتسمُ مع نظراتِ الحبيبةِ نافذةً واحدة
تُشبِهُكَ حيرةُ التلاميذِ الصغارِ ليلةَ الامتحان
ويشبهك - إلى درجة النسيان – . .
عتبُ العمرِ على الأُمنيات !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق