إذا كان الشيطان قد أقر بعجزه من الاقتراب من أصحاب الأنفس المطمئنة .. وأطمأن لضلال وإضلال الأنفس الأمّارة بالسوء ..
فإنه حصر مهمته ووظف كل إمكاناته لحرب ومحاربة والكيد بالأنفس اللوامة والتي عليها غالبية عباد الله ..
فبين الإنسان ذو النفس اللوامة والشيطان تدور معركة شرسة وقاسية فكلما تمكن اللعين من الإنسان وحرفه عن الخط المستقيم انتبهت النفس من غفلتها واستيقظت لتتوب وتستغفر ربها الرحيم وهكذا تكون الحرب سجالا كّر و فرّ .
لقد استعان عدو الله بحليف قوي خائن من ذات النفس البشرية ليساعده في مهمته القذرة إنه الهوى فراح يعزف على أوتاره ليهلك الكثيرين ويفسد عليهم أجواء عبادتهم أو ينغص عليهم حياتهم الدنيوية و الأخروية ..
لنلاحظ أن إبليس قد تمكن من آدم بمداعبة غريزة حب البقاء وحب العز الدائم وهما قمة ما يسعى له بني آدم في الدنيا .
فالشيطان يسير مع هوى النفس يزين لها القبيح فإن لم يجد الهوى اصطنعه والهوى مثلما يكون في المعصية يكون في الطاعة..
الشيطان عدو خبيث لا يهمه كثيرا المجال الذي يحضر به لغواية الإنسان المهم لديه أن يحرف بن آدم عن النهج القويم ..
لذا يثار السؤال كيف نميز بين وسوسة النفس الامارة ووسوسة الشيطان ؟
يرى بعض العارفين .. أن النفس تدور في فلك رغبتها الشاذة ولا تغادره فتلّح على صاحبها برغبة محددة يألفها ويستمر عليها وكلما تركها عاد اليها..
في حين أن الشيطان لا يقف عند معصية محدده ما يهمه هو أن يعصى الله وبأية كيفية ينوع في اساليبه في الترغيب .. اعاذنا الله من شرور انفسنا والشيطان ودمتم بعافية في دينكم ودنياكم
جواد الحجاج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق