أعدّت حقيبتها وهي تنتظر أن تبدأ رحلة سفرها ، لتخرج من قريتها
النائية التي تنعدم فيها أدنى الخدمات أو مقومات الحياة .
تفتح الباب وتستعد للمغادرة ، تقف على الرصيف ، باهتة
النظرات ، يرتعد جسدها من البرد ، عيونها تترقب واجفة
منتظرة ً قدوم الحافلة لتحملها إلى المكان الذي ارتسمت فيه معالم
حدود أحلامها . المدينة التي لا تنطفئ فيها الأنوار والحركة
وتتوفر فيها كماليات الحياة فتجد فرصة لممارسة العمل والهوايات هناك ، المكان
الذي تندمج فيه الثقافات ، وتختلط الأجناس ، تنتشر الأضواء في شوارعها
ونافورات تتدفق منها المياه على شكل أقواس متداخلة ومتقاطعة .
تظهر شمس الحافلة من بعيد ، تمشيء على استحياء تتقدم خطوة وتقف
لتحمل مجموعة من المسافرين ثم تتحرك وتتوقف تارة أخرى لتنزيل
بعض من أتمّ رحلته .
توقفت الحافلة بجانبها فصعدت الزحام لتجده مكتظا بالرّكاب ، تحمل
بداخلها عالم يُذكرُها بيوم عظيم ، عندما يقف الناس في مشهد
تتعانق أجسادهم ، مَن ينظر لقدمه لا يكاد يراهى ، لا ترى سوى السواد
وغطاء الرأس ، كل واحد همّه أن يجد بوتقة أو مقعد يجلس فيه .
تقف بين من يحمل سيجاره وينفث الدخان في فضاء الحافلة لا يَعْبأ
بمشاعر غيره ، وهناك من بيده سبحته يتلاعب بحباتها ومن بيده عكازه
فيتكئ عليها ومن تحمل على ذراعها طفلها أو بيدها شنطتها الساحرة .
كل واحد يشغل نفسه بشيء . تقف والرغبة تراودها أن تطلب من أحدهم
أن يمنحها مقعده ليتبادلا الأدوار بالجلوس ، فالسفر طويل والقدمان لا تقويا على حمل الجسم .
تحدثها نفسها أن تطلب من أحدهم أن يمنحها مقعده .
هل تنجح في اقناع أحدهم؟ ، رغم انشغال الجميع بأنفسهم ،
ربما ، هذا الشاب سماته فيها معالم الطيبة والوسامة .
عيناه زرقاوان ، وشعره أشقر جميل ، وقميصه زاهي الألوان .
ألقت التحية وهي ترتجف أنفاسها وحيرتها تظهر على قسمات الوجه ، تردف
قائلة :
هل يُمكن السّماح لي بالجلوس فقد أرهقني السفر ؟
نظر إليها بعينين هادئتين ثم قال :
أين تنتهي رحلتك؟
ترد قائلة والبسمة على وجنتيها :
أنا ذاهبة للمدينة مدينة الأنوار فهناك سأكمل حياتي .
أها رحلتنا واحدة ، سنتقاسم المقعد ، تفضلي وأجلسي
عرّفها باسمه (أحمد) ووجهته . تجلس تارة ويجلس تارة خلال رحلتهم .
يتحدثان تارة ويتوقفان تارة فدخان السجائر يضغط على الأنفاس ويحجز الكلمات
أمام الأجساد الماثلة المتدافعة ذات اليمين وذات الشمال ، تنحني للأمام وتنحني
للخلف وصوت الأجراس يكاد لا ينقطع .
انتهت الرحلة ووصلت الحافلة إلى الموقف ونزل الركاب .
من يخرج يتنفس السعداء فكأنه خرج من موقف عظيم ،
فتوجه كل إلى وجهته الخاصة .
أما شيماء وأحمد وقفا حائرين ،
أين يتوّجها ؟
اتفقا أن يبحثا عن فندق شعبي ليقضيا يومهم ، وليستريحا من عبء السفر.
في الصباح تفرقا آملين أن تجمعهم الأقدار ثانية .
بداخلها عالم يُذكرُها بيوم عظيم ، عندما يقف الناس في مشهد
تتعانق أجسادهم ، مَن ينظر لقدمه لا يكاد يراهى ، لا ترى سوى السواد
وغطاء الرأس ، كل واحد همّه أن يجد بوتقة أو مقعد يجلس فيه .
تقف بين من يحمل سيجاره وينفث الدخان في فضاء الحافلة لا يَعْبأ
بمشاعر غيره ، وهناك من بيده سبحته يتلاعب بحباتها ومن بيده عكازه
فيتكئ عليها ومن تحمل على ذراعها طفلها أو بيدها شنطتها الساحرة .
كل واحد يشغل نفسه بشيء . تقف والرغبة تراودها أن تطلب من أحدهم
أن يمنحها مقعده ليتبادلا الأدوار بالجلوس ، فالسفر طويل والقدمان لا تقويا على حمل الجسم .
تحدثها نفسها أن تطلب من أحدهم أن يمنحها مقعده .
هل تنجح في اقناع أحدهم؟ ، رغم انشغال الجميع بأنفسهم ،
ربما ، هذا الشاب سماته فيها معالم الطيبة والوسامة .
عيناه زرقاوان ، وشعره أشقر جميل ، وقميصه زاهي الألوان .
ألقت التحية وهي ترتجف أنفاسها وحيرتها تظهر على قسمات الوجه ، تردف
قائلة :
هل يُمكن السّماح لي بالجلوس فقد أرهقني السفر ؟
نظر إليها بعينين هادئتين ثم قال :
أين تنتهي رحلتك؟
ترد قائلة والبسمة على وجنتيها :
أنا ذاهبة للمدينة مدينة الأنوار فهناك سأكمل حياتي .
أها رحلتنا واحدة ، سنتقاسم المقعد ، تفضلي وأجلسي
عرّفها باسمه (أحمد) ووجهته . تجلس تارة ويجلس تارة خلال رحلتهم .
يتحدثان تارة ويتوقفان تارة فدخان السجائر يضغط على الأنفاس ويحجز الكلمات
أمام الأجساد الماثلة المتدافعة ذات اليمين وذات الشمال ، تنحني للأمام وتنحني
للخلف وصوت الأجراس يكاد لا ينقطع .
انتهت الرحلة ووصلت الحافلة إلى الموقف ونزل الركاب .
من يخرج يتنفس السعداء فكأنه خرج من موقف عظيم ،
فتوجه كل إلى وجهته الخاصة .
أما شيماء وأحمد وقفا حائرين ،
أين يتوّجها ؟
اتفقا أن يبحثا عن فندق شعبي ليقضيا يومهم ، وليستريحا من عبء السفر.
في الصباح تفرقا آملين أن تجمعهم الأقدار ثانية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق