الاعتياد على النعم ثقافة ( (لن نصبر على طعام واحد )
إن بني اسرائيل كانوا نماذج بشرية ..و كان اعتراضهم يمثل الرأي العام المزاجي .. ما يميزهم انهم كانوا اكثر وقاحة من غيرهم يثيرون تساؤلاتهم المشروعة بصيغة اعتراضات وقحة ..فنحن ايضا بقدر او آخر نألف تواتر النعم علينا ومقتضى الطبيعة البشرية تنزع الى التغيير ولا تميل الى النمطية والاعتياد على نمط محدد من الحياة فالتجربة والتجديد تولد في النفس شعور بالدهشة وتكسر الروتين والملل ..
لقد كشفت ثقافة ( (لن نصبر على طعام واحد ) تساؤلا غاية في الأهمية
هو :
ماذا يريد الإنسان في هذه الأرض .. هل تتحقق سعادته بتحقق احتياجاته الحياتية
قبل ذلك ما هي حاجته الفعلية ؟
وإذا كانت الإجابة كما يصورها الماديون هي إشباع الحاجات المادية والرغبات فبماذا يبرر أصحاب هذه المدرسة ذلك الشعور بالملل والكآبة والضياع الذي يشعر به الإنسان الذي على تمتع بكل ألوان الرغبات المادية وارتفاع نسبة الانتحار في أكثر البلدان رفاهية وازدهارا ؟؟..
هناك حقيقة لامفر من الاعتراف بها والتعامل معها وهي:
إن الإسراف في إشباع الرغبات المادية دون الالتفات للحاجات الروحية والمعنوية هو السبب الذي يكمن وراء الإحساس بالفراغ الداخلي والشعور بضياع الهدف ..هو الذي يشعر الإنسان بذلك الخواء الروحي ..لتتضح حقيقة أخرى :
وهي أن الإنسان لم يخلق لهذه الحياة الدنيا وإنه غريزيا في بحث دائم عن الجانب الروحي الذي يحاول أن يسده بالقيام بنشاطات اجتماعية وتكوين علاقات إنسانية يسد بها الفراغ الذي تسبح فيه روحه .. نشاطات تكون عبثية في بعض الأحيان.. فيتجه الى البحث عن متنفس عاطفي .
ولا مخرج ولا ملجأ الا بالعودة الى الله (سبحانه وتعالى )حيث ينعم الإنسان بذلك الفيض الوجداني الذي يجده متى شاء ودون عناء ..وليس مطلوبا منه سوى إزالة الحجب التي اصطنعها بأهواءه وعلائقه الدنيوية .....
تأملات في احسن القصص/ جواد الحجاج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق