لِليلٍ شَاحِبِ الوَجهِ
مكسَّرِ الأطرَافِ
يرتعشُ من الظُّلمةِ
لا يُبصِرُ
ضيَّعَ شمسَهُ
وصارَ بلا أسنَانٍ
يقضمُ قلقَهُ
وَيَنحَنِي لِعَواءِ ظِلِّهِ
يَمشِي على صَمتِهِ
خُطَاهُ
مُصَابَةٌ بالزُّكامِ
يبحثُ عن حائطٍ
يعلّقُ عليهِ دَمَهُ
ويستَنِدُ على ظَهرِ الرَّحِيلِ
يشربُ من خَابيةِ الرُّعْبِ
وَيَعِدُّ أشجارَ الخَيبَةِ
ومسافةَ الاكتواءِ
ما بَينَ النَّجمِ والسّقوطِ
اهترأَتْ مَسَاحَاتُ أنفَاسِهِ
تتعثّرُ بِهِ النَّسماتُ
والقمرُ يرشقُهُ بالغُبارِ
يَتَطلّعُ صوبَ قهرِهِ
مَغلولَ الأُمنِياتِ
لا يبرَحُهُ الذّهُولُ
يَهمسُ للأرضِ
أنْ تَحمُلَ انهمارَهُ
على استغاثةِ النّدى
يهجسُ بشهقَتِهِ
يلوذُ بوحشَةِ الصّدى
يعتَمرُ فاجعةَ الارتماءِ
لا يَلْوِي
إلّا على الآفاقِ
يشتَهي اِحتضانَ غَيمَةٍ
لا تخدشُ عُرْيَ الفَجرِ
لِيَتلُوَ على مَسمَعِ الصَّمتِ
أنشودةَ الاغتِرابِ الحَزِينَةِ
فوقَ أكتَافِ غُصّتِهِ
يَحمِلُ دَمَ الرُّكامِ
ويَمضي
نحوَ وَمِيضٍ يَلوُّحُ
بأجنحةِ الفَجرِ
واللَيلُ
يَلُوبُ على الجُرحِ *.
إسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق