حفروا لغزّةَ قبرَها
نَسَجَوا لها كَفَنًا
وشاهدَةً تشعشعُ بالدّماءْ
كَتَبَتْ حناجرُهُمْ قصائدَ نعيِها
من قبل أنْ تصحُو عصافيْرُ الصمودِ بصدرِها
جاؤوكِ غزّةَ ظاعنيَْن
على هوادجَ مِنْ وَعِيدْ
وقفوا رفاتًا خَلْفَ منبَرِ عَجْزِهِمْ
يتناوبونَ فحيحَهُم
عَنْ يومِ أسرِكِ
عن حِصاركِ
عن ركوعِكِ
عن سقوطِكِ
عن تَكَسُّرِ صَبْرِكِ ذات حلمٍ
والوعُودْ
كانوا سُيُوفًا
غافياتٍ في مغامدِها الخفيَّةَ
يَنْسُجُوْنَ حِكَايةً عنْ فارسٍ
يَجِيءُ مَصْلوبًا على مُهْر الفِدا
سَيجيءُ
لا زغرودةٌ
تتناثرُ الأحزانُ منها
والورودْ.
لكنّ فارسَنا أتى
ريْحًا سَمومًا للعدِا
لكنّ فارِسَنا أتى
متزنّرا بالجرحِ
يقطُرُ بِالغَضَبْ
لا تَجْزعي يا غزُّ لا
الآنَ عادُوا،
في حناجِرِهم لغاءٌ واعتذارٌ
بعدما جَعَلَتْ صغارُك كفّها
تِرْسَ العربْ
أَهْدَتْ دِماها تاجِ غارٍ
من لَهبْ.
لمّا تنفَّسْتِ اللظى
وصَنَعْتِ مُعْجِزَةَ الصمودْ
هُرِعُوا إليكِ
ليرفَعُوا نَخْبَ الجدودْ
الآنَ أنتِ ولا أحدْ
قولي لهم:
فلتغلقوا كلّ المنافذ والمعابر
والحدودْ
لا تفتحوا قلبًّا ولا حزنا لشيخٍ
أو رضيعْ
هذا العويلُ علامَ يحفر في الصدى
يأتي وعيدا بالهزيمة والردى
سئمت دمائي ذلّكم
عودوا إلى أوحالكم
غوصُوا بها حتى الرُّكبْ
سَأُغادِرُ المنفى وحيـدًا
لا عتبْ
فَلَكَمْ أسفتُ لأنَّنِي
ردّدتُ خَلْفَكُمُ صُراخًا
من يَبَابْ
قولي لهم :
صدّقْتُكم
فَكَشَفْتُ عن جرحِي لَكُمْ
فَتَوَسَّعَ الْجُرْحُ النّديُّ بِفَضْلِكمْ
أضحى عذابْ
قولي لهم:
لجميع من دَفَنُوا رؤوسَهُمُ
ونادوا بالخرابْ:
اليومَ أختصرُ الوعودَ
بطلقةٍ
بِحَنِينِ صَاروخٍ
لأرضٍ ظامئةْ
بدماء طفلٍ،
جرحِ أمٍّ صابرةْ
وحدي سأمضي صانعًا
وعدًا جديدْ
وحدي سأمضي
كاتبا بالدمّ
تاريخي الجديدْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق