أبحث عن موضوع

السبت، 19 ديسمبر 2020

بيْن ضَفّتين .................. بقلم : جميلة بلطي عطوي _ تونس




قلمي المُتّكئ على ورق لهفتي

قايَضَ مِدَادَه مع زَيَد الموْج

تهيّأ له الفوْز

على العواصف الهُوج

قلمي يُدركُ عُمق النّوايا

يعلمُ سريرتِي المُوغلة في التّقصِّي

يجتاحُه هَوَسُ الطّفل

يشتاقُ حُضن أمّه

يرومُ ضمّةً مِنْ أبيه

يهْوى الأراجيح المُتمايلة على كُفوف الرّيح

يُفتّشُ الخبَايَا كُمًّا فكُمّْ

يقتنِصُ منها اللّذائذ

حلْوى حينًا

وأحيانًا مُراوغة أخت أوْ أخ

فيكتشفُ حصاةً أوْ عدمْ

قلمِي لا تُغريه  القصص الحزينة

يرْقُن مغامراته بزهْوٍ على وجْه اليمّْ

يُلوّنُ الزّمنَ المُشتهَى

يرسمُ درْبَ اللّقيا على الضّفّة الأخرى

مكانٌ يُلغي الزّمان

يكيّفُ أوقاته على قدر لهفتي

على قدر الوعْد والمواعيد

على نجْوى القمر و السّمر

أوْ

أو في باحَة الشّمس

تُرخي الجدائل  لِموج الحنين

يُمشّطُ أشعّتها

يرسمُ في الأفق الضّفّة الأمنية

يمسحُ بالمدّ طريقا إلى الغياهب والألمْ

قلمي يُناغي أسفاره

يتحدّى أستار الدُّجى

يرْقصُ مع النّجوم ..يجاري سيْرها

في انتظار معانقة الضّفّة الحُلمْ

حيثُ الضّياء باقةُ الآملين

عنقود دهشة يمسح دموع الموجعين

نخلٌ يهزُّ أعذاقه

فتسّاقط البهجة حضورا

وطيب سنينْ

وتنتشي بتْلاتُ الغياب

تورقُ زهرًا

لا يعرفُ الذّبولُ إليه سبيلا

زهرٌ تغوصُ جذوره في البحور العجيبة

يتسلّقُ نوّاره عواميد الضّياء

وأنا والقلم المتّكئُ على شغاف الرّجاء

نقطعُها المسافة

من ضفّة الظّلّ في لمْحِ البصر

كأطياف الخرافة

نمدُّ الخُطى

نَعبُّ أكواب الوَقت على رنين الحرف

ربابةٌ تعزفُني

على أوتارها  تؤرجحُني

تكتُبني بسحر القلم الثّائر

قصيدة لا يُدركُها ظلامْ

ولا ترعبُ أحلامها تضاريسُ الأيّامْ.


تونس.....13 / 12 / 2020.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق