لم أنلْ منك فرصةً لأكملَ العدَّ إلى العشرةِ كي نختبئ خلفَ بابِ الرّيحِ ونغمض عيونَ الدروبِ وفي أذنينا وقرٌ ، لا تستغربي لقد عدّلت ساعديّ ليكونا مقودَ سيارةِ الزفاف ، حلم طفولي يراودني ولو عدّلت اتجاهَ شرارةِ عودِ الثقاب مرة أخرى في فمِّ البحرِ بدل رأس سيجارتي ، أحرقُ الموجَ وأزرعُ الشراعَ في قيعانِ الشغاف ، زنابق تحتفظُ بأسرارِ الركودِ كالرئةِ تكتمُ صوتَ السعال ، في منتصفِ اللعبةِ أعلنتُ فوزكِ الباهر وخسارتي بشفافيةٍ غامرة ، كنتُ مترنحاً بعض الخطواتِ تثقلني تفاحاتُ الذنوبِ وحجرُ الخطايا ، دخلتُ في عتمتكِ فابصرتُ طريقي القصيرَ خالٍ من مدى المغيب ، تعتريني قصيدةٌ عن بكرةِ أمري وصوتي يشوبهُ ملامحَ صورتي متعددةَ الجوارح ، يحرمني تصوفُ الرهبةِ من الاتزانِ وتمنعني تلك الرهبة من الحيادِ لحظة الركوعِ وسط الجوابِ بينما يخذلني قلمي الخادشُ لبشرةِ النضوج ، تجرأتُ يوما أن أمزقَ الرسائل بوجهِ الكبرياءِ وجازفتُ في تمزيقِ الحسرةِ أبان النبض الأخير ، وما بقي - كان الأعظم - بثورٍ فوق القرارِ ، لدي كميةٌ لا بأس بها
من زيتِ التضليل ، تكفي سعةَ الاحتضان ، تنقذني من عديلةِ التسكعِ في خرزِ التسابيح ، قد يتفجرُ الافتعالُ فوقَ رصيفِ العاهةِ وصوتُ الركامِ متخومٌ بسجيةِ العمر ، أهدهدُ المتاهةَ في لونِ عينيك الغائرتين بالهجرةِ إلى عامٍ جديدٍ كادَ التقويمُ فيه يحصي عددَ القبلات ، حتى أمسيتٌ أن أكونَ مدينةً لا يقطنها غيرنا مهجورةً من كلِّ النسوان أما الرجالُ تشقُ لنا الأنهارَ وتعبّدُ لنا الليالي بخواطرِ النجوم ، نسقي روحينا من أحواضِ أنانيتي لأنني المختارُ من قبل الغرامِ ، نغرسُ شتلات العشقِ بهدوءٍ جدا كي لا يغار الحمام ، في اللحظةِ التالية ، لهاثٌ يعاتبني عن فتحِ بابِ قفصِ العبارات ، فالحقيقة هنا نقعُ معا في هاويةِ اليأس ، فمنْ ينتشل حلمَ حبيبتي الأزلي ..
—————-
البصرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق