أبحث عن موضوع

الاثنين، 14 ديسمبر 2020

ارتـــداء شــخصية بــــطل................ بقلم : المفرجي الحسيني // العراق

كان يمكن يحزم ثيابها بصرة،

او بقايا حقيبة وبعض اشيائها،

ويهاجر،

الى حيث الجدران تحافظ على الوانها،

والحقول عل اخضرارها،

لا جثث تتحول الوانها الى باهتة

لشهداء لن يمروا او نُسوا،

ربما على امل ان تأتي هذه الايام،

الفرحة لن تأتي،

ربما لان شيئا غامضا يهتف،

في دواخل عمقه:

سنبقى مع اصدقاء التثاؤب،

اصدقاء المقهى.

سيبقى شاهدا ومتهما ومحكوما.

جثة تتحول الى صورة فوق جدار،

الى رجل يرتشف القهوة،

والضجر في مقهى القرية.

يعض على جراحه، يكتم خوفه على اصدقائه.

القلق والهواجس،

لا يحدثهم، لا يخبرهم، ماذا يلّم به عندما يكون وحيدا في الليل،

لا يستطيع النوم،

لا يستطيع ان يغادر غرفته.

جدران الغرفة تصبح ، حرائق ، نيران

تحاصره يصبح فاقد الارادة، الوعي، الصبر.

لا يحدثهم لا يخبرهم.

يناقش مع نفسه،

يعترض،

يوافق،

وثم يفاجأ بالصمت،

وينضب.

يلتفت الى الشارع. حرب ،غابة، اشباح.

هو لا يحدث.

صور القتلى تغادر الجدران، لتحتلها عينيه.

يذوب في الانتظار،

تذوب الشمعة على طرف الوسادة.

يتمتم من الضجر:

الشهود جاؤوا ليحزّوا الرقاب وبموافقة جماعية.

يختنق بالغضب والضيق،

فسد الهواء، والملح.

الارصفة متشحة ببيارق الجنازات،

هو مسافر الى المتاهة،

يحكي لا يحكى،

لا يتحدث معهم عن الحرب،

ينتابه شوق اليها،

كم ناديتك، كم قلت عندما لا يكون هناك مطر،

تلتفت ارضي الى عينيك.

ارضه تحترق بالقذائف،

والعدل يختبئ في المزارع.

يهذي:

احبك من وراء جدران الصور الكئيبة،

صوتك استراحة المحارب،

وهو ليس محارب ولا محايد.

لا يحكي.

القذائف مطر،

وصور القتلى وهذا الدهليز المظلم.

مزروع كالجرح في جرحه.

الحرب لسست هنا، لكنه يكتم انه مغترب، ومنتمٍ.

ها هو الخوف يأخذه كالدمعة الى مجرى النهر.

قال: هي مجرد كلمات، هي تعاسة، هي بؤس.

انها الحرب، من ينجو ،جسده من التشويه لن تسلم روحه.

لا يبقى عقل.

كيف يكون البشر بعد الحرب، سأل نفسه:

قالت له: وهي تلّوح له كأيقونة من بعيد،

مثل فجر اعلن نهوض النور من القبر.

انك مراهق، غير ناضج في الاربعين،

كان يراوح في مكانه،

لا يفر الى الامان، اعتاد الرعب،

جسده تآخى مع الوجع، مع الرعب كتوأمين.

فجأة ارتدى شخصية بطل، ويتحدث بنبرة قائد,

التفت الى المتهالكين، حول كرسي الضجر.

يجب ان نفعل شيئا لا اعرفه، يحب الخروج من النوم.

البلد يموت، ونحن نشرب القهوة المرّة.

لنتظاهر، لنحتج، نحرّض البشر.

اللعبة كبيرة. يقتنع اولا؟ شخصية البطل غادرته،

وزمن الاحلام ، يطوي شراعه، ويرحل بعيدا



العراق/بغداد

6/12/2020


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق