أبحث عن موضوع

السبت، 3 أكتوبر 2020

من فضلِ ربي ................ بقلم : مصطفى الحاج حسين _ سورية



سأكونُ حَذِراً

يقظاً ومنتبهاً

وسأحتاطُ من كلِّ الجوانبِ

لَنْ أذيعَ سرِّكِ

وحدي خصّني اللهُ

بمعرفةِ حقيقتِكِ

الناسُ لا يدرونَ بتاتاً

حقيقةَ الأمرِ

وأنا ..

لأنّي أغارُ عليكِ

وأخشىٰ أنْ يأخذَكِ منّي أحدُهُمْ

لَنْ أقولَ

إنَّ العالَمَ ينعمُ بالسّعادةِ

لأنّكِ موجودةٌ

لو لاكِ لأصابَهم الهلاكُ

منذُ البدايةِ

لأجلكِ تشرقُ الشّمسُ

والبشريّةُ تنعمُ بضوئِــها ودفئِــها

من دونِ معرفتِهم الأسبابَ

الهواءُ أيضاً

والماءُ .. وكلُّ شيءٍ

الكونُ مرتَّبٌ مِنْ أجلِكِ أنتِ

ما مِنْ ذرّةٍ في هٰذا الكونِ

إلّا وَمُدانَةٌ لكِ

فمن أجلِكِ تواجدَتْ .. وَخُلِقَتْ

فأنتِ سرُّ التّكوينِ

ورحمةُ اللهِ لكلِّ ما خلقَ

والنّاسُ في جهلٍ

يظنّونَكِ إنسانةً عاديّةً

يتعاملونَ معكِ ندّاً لندّ

لا تغضبي منهم

ولا تعاتبيهم

أنا لَمْ أَشَأْ إخبارَهم 

بحقيقةِ مَنْ تكونينَ

هناكَ خطرٌ عليكِ .. وخوفٌ

ماذا لو أغواكِ غيري ؟!

وتلاعبَ بمشاعرِكِ !

وأنتِ طيبّةُ القلبِ

قد تصدّقينَهُ

لا أحدَ يحبُّكِ مثلي

لأنّهم في الأصلِ يجهلونَ

مَنْ أنتِ

وسأكونُ أنانيّاً .. وكتوماً

ولعيناً 

وَلَنْ أُطْلِعَ الجميعَ

على سرٍّ  أعرفُهُ لوحدي

وأملكُهُ

وَلَنْ أفرِّطَ بِهِ 

وبهٰذهِ الطريقةِ

ستجبَــرينَ أنتِ أيضاً

على حبّي

فلا أحدَ هناكَ

يحبّكِ بحجمِ حبّي

وهٰذا مِنْ فضلِ ربّي *


                              اسطنبول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق