ينصهرُ الفضاءُ في بوتقةِ حربٍ منزوعةِ العتاد ، الغيومُ تترجمُ الصدى بلغةِ مناقير الصباح ، رحمُ المطرِ يحملُ أغنيةَ المرحلةِ الراهنة ، فساتينُ الموسمِ تنقصُ من أطرافها لنهايةِ الأرضِ في عرسِ خليجِ الوهم ، لم يبق عليها غيري باعتباري آخر رجل لوحت منفردا ببالي إلى ساحلٍ شاهق يمتد فيها مرفأ بشرايينِ الصدرِ لغايةِ ثغر الأرز المشطوب منه حمرةَ الفجرِ ، رغم أن اجزائي الصغيرة على حافاتِ أواخر الشّمس الواهنة أشعرتني بتوقفِ تدفق الريحِ من الكهوفِ الهادرةِ بشقوقِ التاريخ ، لم يكن غدرُ اللحنِ في ثقوبِ الناي المقطوع من اردانِ اللّيلِ المتسول في جنباتِ الهمسِ القابعةِ خلف خيام النجومِ بينما موسيقى القمرِ تعزفهُ آلات الحالمين باللاعودةِ لدى منصات المدينةِ بحضرةِ دفعاتِ المجاديف العائدة لحاضري البائن لسانه الطويل إلى اللامنتهي من دون صيوان النواح ، أتعاطى الليمونَ الممزوجَ مع الحمصِ الساخنِ منذ أفتتاح الإذاعة بوصوصةِ العصفور وهو يمغطُ جناحيه ، أبصقُ البذرات قبل المرارةِ تذكرتُ حكمةَ الأغصانِ أثناء عزف السلام الجمهوري ، ربّ صدفةٍ في رحمِ معجزة تغيرُ اليابس إلى أخضر كي يجتره الوقتُ والرمالُ بينما البعيرُ ناقصُ السنامِ يعبرُ أوديةَ الظمأ إلى زمنِ الحرير ،
وهكذا دواليك ……
البصرة / ٢٤- ٩-٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق