أبحث عن موضوع

الأحد، 27 سبتمبر 2020

آلامُ الصّمت ................. بقلم : عبد الجبار الفياض // العراق





عمقُ العِشقِ 

صَمْت . . . 

آهٍ

لو أنّهُ فاهَ

لكانَ أشبهَ بنوتيّ 

يشهرُ عشقَهُ على ظهرِ سفينةٍ 

إلى شعوبِ كُلِّ الأمواجِ المتمرّدة . . .

ليعتنقَ على يديهِ قراصنةُ البحرِ ديناً ما عرفوه . . .

أنْ تعشق

أنتَ إذنْ خيطٌ من فجر . . .

على بابِكم

يتكوّرُ الزّيتونُ عُشّاً لحمامةٍ بيضاء !

. . . . .

سكبَهُ دافنشي على شفاهِ موناليزاه

طلاسمَ عشقٍ 

يرتدُّ كليلاً عنها البصر . . .

كيفَ لهُ أنْ أبدعَ صمتاً بعمقِ كُلِّ العصور ؟

إنّها الأشياءُ في ذروتِها حينَ تُمسُّ بجنون الأرتقاء . . . 

يزدحمُ فيها الضّوءُ  

لتخلقَ عوالمَ لا تزول !

. . . . .

حذفَ نيتشةُ هكذا !

فعادَ زرادشتُ مبتورَ اللّسان  . . .

إنّ ربّاً قد خلقَهُ الخلْقُ 

مات !

لحظةَ أنْ رأى العدالةَ 

تُسلبُ عذريّتَها أمامَ قاضٍ ذي يدٍ مُحترقة . . . 

لولا ملَكَ رداءً غيرَ هذا 

لقدّهُ من كُلِّ الجّهاتِ عارياً في شوارعِ برلين . . .

يخشى ما تكلّمَ بهِ زارا

أنْ يُنجرَ تابوتاً 

يدنو على متنِ سُحابةٍ داكنةٍ  

تضيقُ قبراً 

للدّفنِ وقوفاً 

بعيداً عن سكنِ الموتى . . .

هل الأنسانيّةُ دُميةٌ جميلة ؟

. . . . .

بغدادُ 

أوتدَها الزّمانُ خيمةَ عُرس 

محرابَ عشق . . .

خافَ صمتَهُ أنْ يخون

أودعَ جمجمتَهُ الرّحيلَ مُنشطراً . . . 

لكنْ لياليها

بكتْ عزمَ ما نوى 

قِطَعَاً في مجالسِ أُنسٍ 

ألفتْ سُمرتَهُ الدّاكنةَ 

وتراً متفرّداً بينَ أوتارِه . . . 

آخرُ لحنٍ 

روحَهُ عزف 

حملَهُ ميّتاً 

ألقاهُ في بطنِ دجلةَ

قذفتْهُ في حضنِ رصافتِها خديجاً 

نَطَق . . .

بَهُتَ زرياب !

هل لدجلةَ أنْ تُحييَ ميّتَ الألحان ؟

. . . . . 

لا يدري الضّمادُ

كيفَ تسلّلَ من شقوقِ ألمِه 

ليودِعَ آخرَ  صمتِهِ قبرَ ماءٍ في  الخليج ؟

دونَ أنْ تراهُ

إبنةُ الشّلبي مسفوحاً على شناشيلِها

لونَ سنينٍ باهت . . .

زيتاً 

يُضيء حالكَ مقبرةِ الحَسنِ البصريّ . . .

لم يبحْهُ لسوى المطر  

وِلدَ على بساطِه 

ماتَ محمولاً عليه  

دمعةً في جفنِ غربتِه

سقطتْ على خدِّ المطر . . .

. . . . .

تكلّستْ فيهِ آلامُ الأرضِ خطّاً أسودَ من قابيلَ ليومٍ نحنُ فيه . . .

الصّورةُ لم تكتملْ بعد 

لكنّها 

ستبقى مُعلّقةً على جُدرِ الدّهر  

ماضربتْ يدٌ على الكونِ قيثارةً في كرنفالِ النّصرِ على الحديد !

غنّتْ شفاهٌ لحياة . . .

لماذا مزّقَ الصّمتُ حنجرتَهَ ساعةَ غادرَ جيفارا

لوركا

نيرودا ؟

أكبرُ من زمانِها لحظاتٌ

يَبكيها ولا يفي . . .

السّائرون نحوَ الشّمس

يمزّقونَ الصّمتَ حينَ يرحلون !!


أيلول / 2020


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق