قَشّةٌ رَمتهَا الصّدفُ ذاتَ وَعْدٍ
على وجْه بَحر لُجِّيّ
تَقاذفتْها الأيّامُ
دفعتْ بها بعيدًا ... بعيدًا
يا هَولَها..
كيفَ النّجاةُ وَهْي لا تُحسنُ السّباحة
هَلْ تبيعُ لحْظتها للزَّبَد
أَمْ تخطُبُ وِدّ َالموْج
علَّه يُلقيها علَى ضَفّةِ شاطئ مَهجُوٍر
ذاتَ غفلةٍ للعاصِفة
الرّيحُ تبدو اليوْم مُضِربة
وَجهُ البحرِ ساكنٌ كما وجُوه الموْتى
تحترقُ جِلدتُه بسِياط المِلحِ
ولا مُسْعف
ماذا دَهاك يا بَحر؟
أَمَا عُدتَ قادرًا على أنْ تحْمل ثِقل قَشّة؟
أَ تُراك أنَخْتَ للكوارثِ
وطأطأتَ للنَّوائبِ
فبِتَّ مُجعَّد الوجهِ عَجوزا
تشمئزُّ منكَ الرّيحُ وينفرُ الشُّعَاع؟
هلْ مَللتَ صِراع الحِيتان
أَمْ أضْناكَ تقاتُل الإخْوان؟
لُجّتُكَ مَا عادتْ تَعرفُ لونَها
وهيَ تخشَى أن تقْصِم هذه القشّةُ ظَهرها
فهي تَراها قَذًى يُعمِي
وحِملاٌ تنوءُ بثقله الجبال
يا لَلقشّةِ المِسكينة
مَوصُومة بالجُرْمِ
تائهةٌ ..منبوذةٌ
يَخشاها الجميعُ
وهْي تختبئ مِن الجميعِ
في الجَميع
كُلّ غفلة تقْفزُ في المِيزان
فيعصفُ بها كفّاه المتأرجِحان
ليلٌ ونهَار
وهي بينهُما تَضيعُ ..تَضيع
تُرى مَنْ يُكرّسُ العدل
مَنْ يُحْيِي الفصُول
وهلْ يقدرُ الزّمانُ على طَيِّ الجَورِ؟
هلْ يعودُ الربيع؟
هلْ تُعانقُ القشّة مِنْ جَديد اخضِرارَ الحقول؟
لكنْ كيفَ اللّقاء؟
وتَرتمِي في اليَمّ
تَعُبّ قطرةَ ماء
لا مَفرَّ مِن الصُّمود
أنا قشّةٌ لكن لنِ تأكلَنِي الحَميرُ
ولنْ تدوسَ عليَّ الأسود
ثمّ تُلوِّحُ للشّمس، للرّيحِ
للزَّبَد
عائدةٌ أنا
لنْ تَقدِروا عَليَّ
ما دامَ قدَري بيدِ الواحِد الأحَد
تونس....22 / 6 / 2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق