كَقهوة الصّباح
مَذاقُها شَهْدٌ
طَعمُها يسْرِي فِي الشَّرايين
تلكَ الحُروفُ تُنشي قَرِيحتي
تُلقمُنِي الفرحَ في الفناجين
تُسقطُ عنّي الأحْمال
تُلوّنُ في عينِي الآفاق
فتعودُ الطّرقاتُ لاسْتوائِها
تلثمُ الفراشات خُدودَ الزّهورِ
يصدحُ الشّادي في البساتين
لا غَيْمَ هُنا
بَلِ الوضُوح يُلقِي تحيّةً
يُلوّحُ أنِ ارتشفِي شَفافيتي
أنَا ربيبُ الحَرْف
وشَّحتْني الشّمسُ بِشَالها
أرْضعنِي الكونُ مِنْ حَلمة الصّدق
اِرْتشفِي شفافِيتي ..والعِتْقَ
اِسقينِي
هيَ ذِي الحُروف
تعاليْ نُمارسْ بهجةً
فَهمومُ الواقع كَمَا تُقلِقكِ
تُبكينِي
وَيطرَحُ أمامِي الحروف
كَلعبة الشّطرنج
يُغرينِي
وهْيَ كما هِيَ دائما
تُحلّقُ بي
عِندَ الشّموسِ تُوصِلنِي
طريقِي ترشُّها طيبا
يا طيبَ رِيح العِتقِ
فِي الشّرايين
آهٍ يا أنتِ
يا كلّ الحُروف
كَمْ أرْتوي مِنْ نَبعِ بيَانك
كَمْ أحتمي في ظلِّ حنانِك
جنّتِي أنتِ
تمدّين يَدَ الوِصالِ للكون
للغيب
تقْطعينَ بي المسافات
حَدّ المَدى..حَدّ سِفْر التّكوين
طوبَى لِي بكِ
طوبَى للزّمن فيك يرسمُ بصمةً
يَخطّنِي على صفحاتك
حينا نوْرسًا
وحينا في زاوية الذّكرى
أجترُّ أنيني.
تونس ....20/6/2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق