كنتُ معاراً لمدةٍ من العمر
في مدينةٍ تزرعُ الظلال
على ضفافِ القمرِ المعاقِ من السهرِ
مهمتي ليست عسيرة
أتنقلُ بين القبورِ وأكواخِ الفناء
أحملُ عشبي المبللَ بدمعاتِ النّجوم
على قفا الأيامِ المتبقية
إلى سقوفِ الأحياء ،
لا يتسع الترابُ للقبين
ولا تتسع المراكبُ لأثنين
نوح قد اكتفى
غادرت السفينةُ صوبَ الأفق
ثمة غصن زيتونٍ يباتُ معطرا
بزيتِ الحنين
ثمة سقسقة تستيقظُ بلا منقار
تسارعُ في البحثِ عن شراعٍ
لسفينتي الشريدة
ما أنتَ الوحيدُ في الموجِ المنفردِ بي
ولا أنتَ الفريدُ المتحد في منجمي القاسي
كنتُ ومازلتُ مستشاراً لأحوالِ الرّياح
وقاضياً لأمورِ التضاريس
أمسكُ وسطَ مطرقتي لأحكم بالمساواة
وأطرقُ بشدةِ الإصرار
على أنّني لم أتشبث بالحياة
التي يحبّها اللصوصُ والطغاة
مادامت أنّها لا تعود لي ولك
ولا تمت بصلةٍ لكلينا لا من بعيدٍ وقريب ..
البصرة / ١٢-٦-٢٠١٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق