الشعر قافية و معنى و مشاعر و خيال ، و هو المزيج الذي يصعب تحليله، و من هنا أتت صعوبة الشعر لأنه يأتي الى الشاعر و هو بحالة تختلف عن حالته فلربما احتاج الشاعر الى عزلة تقربه الى التفاهم مع ما يريد أن ينبثق عن نفسه و كأنه يتحايل على هذه النفس لكي تلقي ما في أعماقها كاملا و لا تنفر كالفرس الجموح
فإذا صاحب هذا كله الهم الذي يحمله الشاعر ، فإن المسألة تأتي عفويا ، لأن الشاعر الذي يدندن بأحلامه الشخصية ليس كمثل الشاعر الذي يدندن بأحلام الوطن ، و الشاعر الذي يدندن بأحلام الوطن ليس كمثل الشاعر الذي يتنفس أحلام الدعوة الى الله فتصعد منه الأشعار عبقا ، فأحلام الشاعر الشخصية تفيد الشاعر نفسه، و ربما لا تأتي بثمرة عظيمة في الدنيا أو في الآخرة ، أما أحلامه في ما يرجو فيه ثواب الله فإن ثمرتها تكون في الدنيا و في الآخرة سترا و فوزا و رفعة
فحرية الالتزام هي الحرية المسؤولة، و توضيح هذا يجعلنا نتذكر شعراء شاهدوا ما يعاني وطنهم من ألم و محنة و لم يقاوموا حبهم الشخصي فرفضوا الانصياع مختارين الى حب الوطن و آلامه
حر أنت أيها الشاعر فتأوي الى محبة الوطن الذي هو لحمك و دمك ، و بسعيك لاستقراره يرضى عنك ربك، أو تأوي الى الغياب في صمتك و وحدتك
و أنت أيها الشعر محتاج الى المحبة الأسمى ؛ لأنها كالماء و الهواء، و لأنها كالمدينة المتسعة بما فيها من آفاق، و كالقرية الصغيرة بما فيها من تماسك و ارتفاق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق