عُـودي فــــما انبَـــعَثتْ ألحــانُهُ عودي
مُنـــــذُ ارتَحَلـــتِ وجافَتنـي أغـاريــدي
قَـــدْ صَوَّحَ الهَـجرُ أزهـاري وبَـرَّحَ بي
حَـرُّ الرَّجـَـــاءِ ومــــا رَفَّـــت أمـالــيدي
واستَبدَلَ الــدَّمعَ بالأفـراحِ مِنـــهُ جَـوًى
مِــلءَ الجوانِــــحِ ثَـــرًّا غَيــرَ مَشهـــودِ
يــَــا أُنــسَ ذاتي وكَـــأسي لِلـــرَّواحِ إذا
أعيـَـــا الشَّقـاءُ ومَرســاتي ومَــوعـودي
ورَائِــــدي لِلـــــرِّضا إن راغَ بي أرَبٌ
وأَسْلَـــــمَ السُّهْــــــدُ آمالــي لِتَنهـــــيدي
مُـذْ غـَـابَ وجْهُــــكِ عَنْ عَيـنَيَّ فارَقَني
طِيــــبُ الــرُّقــاد وأَضوَتْني مساهـيدي
واسْـتَصحَبَ النَّـــوحُ أشـواقي ودَرَّجَني
مِـنَ المَواجِــــعِ عِربيــــــــدٌ لِعِربيــــــدِ
أُولِي النَّـدِيَّ مَراحًــــا غَيــــرَ ذِي مَرَحٍ
وعـاصِفُ الهَمِّ ضَـــــارٍ في تَجَـــاليدي
وألتَقي الصَّحبَ طَلــقَ الوَجهِ ذا لَهَــفٍ
جَمِّ النُّـــــزاءِ كَظيـــــمِ الــوَجدِ مَحشـودِ
عُودي عَدَدتُــــكِ ذُخري عِنْـدَ جائِحَتي
ومُرتَجــــايَ إذا أعيَــــتْ مواجِيـــــدي
ما إنْ سَلَوْتُ رُضــــــابًا كُنـْـتُ أرشُفُـهُ
أنـدَى على القَلــــبِ مِنْ صَفْــوِ العناقيدِ
ومــــا سَــرَى النَّـسْـمُ إلا خِلـــتُهُ أرَجًــا
مِنْ نـــَــاهِــدَيْكِ ونَفحَ النَّحرِ والجِيــــــدِ
لَو رَفَّ بالـقَفْـــرَةِ الجَـرداءِ رَقرَقهـــــــا
واحًـــــا ورَقَّ لــهُ فَــــــظُّ الجَــــــلاميدِ
أَو حَفَّ بالأُفــــــقِ سالَـــتْ كُــلُّ غائِمَةٍ
مِن السَّحَـــــابِ وأضرَى اليَنْـعَ بالبِيـــدِ
أَو جازَ بالأنْفُسِ الكَــدْراءِ راوَدهــَـــــــا
بِشْـرُ الـصَّفــــاءِ وتَرديــــدُ الأناشِـــــيدِ
عُودي فَكُــــلُّ جَمــــالٍ كُنـْــتُ آنَـسُـــهُ
في ظِـــــلِّ أهْــــدَابِكِ الوَطْفاءِ مُرصودِ
قَـــــدْ وَسَّدَتْهُ جِــــراحَ القَلــبِ كُــــربَتُهُ
حتَّى تَجَهَّــمَ لي فـي غُــرْبَتي عيــــدي
تَنَكَّرَ الكَـــوْنُ غَيـْــرَ الكَـــونِ وائْتَزَرَتْ
مِنْـــهُ الفِجَاجُ بِشَـــامٍ فـي الأَسَى سُـــودِ
هِيَ الحَيــــاةُ وِصَــــالٌ لا فِصــــامَ لَـهُ
أَو شِقـْــــوَةٌ راتِـــــعٌ فيهَــــا كَمَــــوءودِ
عُودي إلى كَنَـــــفٍ رَخْـوِ الظِّلالِ فَمـَـا
يَستَنْـضِرُ الــــوَردَ إلا وارِفُ العُــــــودِ
مطلَع أكتوبر من عام 1998 كانت جفوَةٌ أسالَتْ هذه التَّنَهُّدات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق