أبحث عن موضوع

الأحد، 27 نوفمبر 2016

أنتظار القيامة ................... بقلم : ثامر القيسي // العراق




اقلقتني جداً عبارة نموت ويحيا الوطن
فقد مات جزء جميل من وطني عندما عصفت الرياح بوردة فتهاوت على الأرض وسحقتها أقدام الظلم حين عجزت الدولة عن دفع تكاليف علاج طفلة انهك جسدها الغض مرض لم يرحمها ولم يمنحها مزيداً من الوقت فنامت على أمل إن تكمل صباحاً حديثها البريء مع دميتها. .ولم تستيقظ بعدها أبداً.
جزء كبير من وطني قد مات. في سوق شعبي لإحدى الأحياء الفقيرة حين انفجرت سيارة راح ضحيتها أناس كان همهم شراء ثوب بسيط ونظيف ولقمة صغيرة تقنع جوعهم المستمر بالصبر .
مات جزء آخر حين تساقطت قذائف هاون أطلقها حزب فاسد على حي سكني لإثارة الفتنة ودفع ثمنها أناس أبرياء كان ذنبهم الوحيد إنهم أخطأوا حين ظنوا إنهم آمنين.
جزء آخر قد مات. كان مشرقاً وانطفىء حينما كانت تجلس تلك الأرملة تستعطف الإحسان في إحدى التقاطعات لكن موكب أحد السياسين قد مر مع زخم إطلاق ناري من حماياته لافراغ الشارع لهم فارعبها الموقف وهربت خائفة من استجداء لقمة العيش.
مات ذلك الجزء الرائع من وطني عندما كان يحدثني صديقي الجندي عن سوء خطط قائد فصيلته الذي لا يجيد القراءة ولا يدري كيف منح تلك النجمات فوق كتفه. كان يخشى من جهل ذلك القائد أن يتسبب بهلاك فصيل بأكمله . .وقد حدث ما كان يخشاه فقد منح جسده رصاصة أنهت حياته في الوقت الذي كان قائده الجاهل يمنح نجمة أخرى تكريماً لسوء قيادته.
مات الجزء الرحيم في وطني الذي لا أملك من أرضه شبرا حين طالبني مالك البيت الذي استاجره بإخلاء البيت فهناك من دفع أكثر وهددني بالطرد وسيفعل لأن القانون مع من يملك أكثر والحق حليف من يدفع أكثر.
الجزء الأكبر من وطني قد مات حين تخلى المتنعمون بخيرات الوطن عن إنسانيتهم متمسكين بكلمة مادمت أعيش فاليذهب الباقون للجحيم.
فهل حقا مازلنا مطالبين بالموت أكثر من أجل وطن ماتت كل اجزاؤه الجميلة. واستولت الأمراض الخبيثة على ما تبقى منه ولا يرجى له الشفاء إلا بمعجزة الهية أو بيوم قيامة وعدنا الله بأنه قادم لا ريب لينهي حكاية الشقاء والظلم.


2016/11/25

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق