فتاة تُدمن أشعار الغزل، وقبْل أن تنام، تقرأ ما تيسّر من قصار القصائد لقبّاني كيْ تحْلم بفارس يشقّ غباب ليلهاالطويلِ، يخْنق خصرها، يخطفها الى حيث جنان الحبّ والفاكهة.
فتاة، تطرب حدّ الثمالة حين تسْتمع الى مواويل الهوى، فيحْمرّ الخدّان منها خجلاً، وكأنّ الشّادي يعْنيها بالاشارة دون سواها.
فتاة، تسْترق السّمْع لهمسات صاحبات أمّها من نساء الحيّ يحْكين عن أسرار غُرَف الزواج المظلمة، فتنْتابها شبقيّة مجنونة.
فتاة، تسارع للبحث عن ملجأ يقيها قطرات مطرٍ اقْتحمت عليْها خدْر صدْرها، أثارت قشعريرة في كلّ بدنها..
فتاة، حين تلبس فسْتانا أحمر وتتشبّع زينةً ك" نرْسيس " تعْشقُ ذاتها، ترى كلّ العالم يخْتزلها ، يرمقها كلّ المارّة، وتتملّى كلّ الأعين منعطفات مفاتنها، فتُسْدل ليْل شعْرها على وجْهها حتّى تسْتر عوْرة حُسْنها..
فتاة، في عنفوان ربيعها، يقرّر والدها أن يكْشف عن عورة قَرَاره، يزوّجها من رجلٍ جَنيسه، في خريف العمر، بدأت تتساقط أوراق أيّامه ..
تتحوّل الفتاةُ من فتاةٍ، اِلى فُتَاتِ فتاة، تمْضغها أضْراس الزّمن المتآكلة، وتسْقط كلّ أحْلامها في الهاوية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق