هذي الحروف
ترتشف من النبض
تطلب عتقا..
آبقة تفر من الصدر .
الشفاه تجمدت
ما بين شين وعين وراء
اللسان صادَقَ الصمت
والنَّفَسُ متلصص
يَرُجُّ هواء دافئا
مخرجا زبدة المعاني المتساقطة
القلم صريع العناد
والمحبرة لا عزاء لها
جفت دموعها
منذ زمن ..
فارقها المداد..
والشاعر متأبط الكلمات
هي كل الزاد
صارخا في عكاظ :
"أيتها الحروف اخلعي ثوبك
انسكبي عشقا لتشربي نخبا
في كؤوس الهوى
عربدي بين ثغور الكلمات
راقصي صدور الأبيات
تمايلي مع خصور القوافي
اهتزي مع بطون سطور خاوية
صبي نبيذك في آذان جوفاء
يثملها ما تساقط
من قطراتك سهوا
تحسبها لججا وبحورا
طفح الكيل ..
أعلنوا المزاد!"
والشعر هناك..
بركنه القصي
منفردا في زاوية ينفث دخان خيبته
في وجه قلم
يلوم الحبر الأجاج
يحسبه الظمآن ريا
أدمن الملوحة
ولن ترويه بعدها
رشفات من كلم
تترنح معتقة
من عناقيد المجاز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق