يَجئُ من دُونِ أن تَدْرِي، يلعقُ أعشابَ الصباحات النّديةِ، برهافةِ نسائمِ الحقولِ وتوقِ أنفاسِ الآسِ لخيالٍ يتمرّى وجهَ العتمةِ، وجدائلَ الأفقِ الغافيةِ، فوقَ أمواهِ السُقوطِ، وغبارِ المنافي وهو يَهشُّ صمتَ القبّرات...
عصفورُ هدأةٍ، يُفلتُ كحمّى الأصابعِ وهي تقتاتُ سجائرَ الانتظار، ومذاقَ السّطوةِ المُضاءةِ بالسّكونِ وفزعِ المكوثِ في قلقِ السّنابلِ لرجفةِ يانعة انكسارِ أنصابِ الوقتِ المخبوءِ في تيهِ الملحِ، وظلالِ الشُّرفات الشهيَّةِ تحوطُ تدفّقَ الأفولِ بعرائسِ الاشتهاءِ، وشغفِ الطّينِ بماءِ النّخلِ، ورجفةِ الحواسِ لرحابةِ الزّرقةِ وهي تلثمُ كهولةَ الصبّارِ، تغمسُ رائحةَ الفسائلِ بولعِ الأرضِ، ومخيّلةِ الظمأ المتناثرِ كخلجات الحدادِ الراجفِ في ذاكرةِ النّارنجِ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق