أبحث عن موضوع

الخميس، 6 يوليو 2017

زائر / قصة قصيرة .............. بقلم : هدى ابو العلا / مصر



شرد بعيداً وهو يحدث نفسه حديثاً بلا صدى:
مهما نكتب.. يظل دائما بأغوارنا الكثير، لكنه ربما يكون أكبر من الحروف.. وأعمق من الكلمات يأتى أحيانا فى الوقت الضائع.. الوقت الذى نشعر فيه بالاستقرار وفوات الفرص وأنه ماعاد بالإمكان أفضل مما كان.
يزورنا هذا الزائر المجنون الذى يربكنا ويقلب لنا الأوزان، فيتنحى العقل مرغما .. يفسح له المجال.. يسكننا، يعبث فى مشاعرنا .. يضيئ الشموع ويقيم الأفراح.
وأحيانا يملأ قلوبنا وجعاً ودموعاً وجمرات ولا نتساءل: لماذا هذا الشخص دون باقى البشر..؟!
ولم فى هذا الوقت بالذات؟!!
غصة فى الحلق، لو استطاع أن يوصل إحساسه لها، بماذا سوف يعدها، لم يبق فى مقدوره أن يقدم لها سوى هذا القلب المنهك المعذب من قسوة الحياة، حتى العمر المتبقى هناك من يشاركها فيه.
أغلق عينيه متأوهاً، كأنه أراد أن يغلق هذه الصفحة الوردية من حياته، فتح عينيه على صوت ابنه الصغير وهو يسأله : بابا متى تحضر لى حقيبة جديدة؟ كل يوم تقول لى غدا إن شاء الله!! إن شاء الله متى يأتي؟! لن أذهب إلى المدرسة وهم يسخرون من حقيبتى وحذائى.
نظر إلى حقيبته الممزقة، احتضنه بحنو قائلا: مثلنا ليس من حقه الأحلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق