هو الذي صنع رجليهِ وخطَّ طريقه
هو بمنقارِهِ المُسالمِ
التقطَ حبّاتِ قمحكِ الميمونة
هو الذي وقف على جدولِكِ
واغترفَ
لم يدلّهُ أحدٌ أو يُشِرْ له إصبع
هو الذي رسمَ ملامحَكِ
وقرأَ خلدونيّك
ورتَّلَ نشيدَكِ
في ساحة لا عَلَمَ فيها
ولا خميسات ولا تلاميذْ
هو الذي رأى رايتكِ تمتدُّ من الغيمِ إلى الغيمْ
ومن بغدادَ الروحِ إلى بعقوبةَ جمرةِ الفؤاد
هو الذي أهداني قمصاناً ملوّنةً
ومصروفَ العيدْ
هو الذي مشَّطَ شعري
وأهداني قنينةَ عطرٍ أنثويٍّ
تتاهفتُ عليهِ الفراشاتُ
والأرانبُ الأليفةُ
وقططُ شيرازْ
هو الذي أعلن أعياداً لي وحدي
وشيَّدَ أبراجاً من القناديلْ
في ليلة لم يشاركني بها أحدْ سواك
هو الذي منحني الأمانَ والحنانَ
والحليبَ والرطبَ والياسمينَ
وندى الإصباحِ
وتغريدَ البلابلْ
هو الذي علّمني أنّ الإنسانَ حبّْ
هو... هو حبُّكِ
حبُّكِ ولا غير..َ حبِّكِ أنتِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق