ولادتي الحقيقية كانت يوم حلت الروح الملتهبة حول هيكل ذاتي .. في فجر خريف عاصف و ممطر ..
و منذ ذاك الحين تبين لي ان الروح الملتهبة تتسم بالعدائية المفرطة للجسد و ما حوله .. هي اشبه بنار تستعر ... كلما حاولت اخمادها بالاذكار و التسابيح ازدادت لهيبا و سعيرا ..
ارى شيء من ملامحها في ابيات الشابي و لوحات فان كوخ و سيرة ابراهيم و موسى ..
الحمد لله الذي انزل سورة الكهف لانها هي السورة الوحيدة القادرة على احتوائك من هذه الروح ذات النزعة المتمردة .. انها سورة تقع في منتصف القرآن بدون تلاوتها يوميا سيتآكل الجسد من الخارج و ستهرم سريعا ..
لتحل بعد هذه الروح روح اخرى .. انها روح ساكنة .. هي نبع ينسل اليك من داخل هيكل الذات لتجعل منك الما يمشي على قدم .. ستكون اشبه ببركان حمم لكنه خامد لا يثور .. و قبلة يطوف حولها الحزن و الشجن ..
انها روح سجينة تتوق الرحيل الى عوالمها البعيدة .. مفرطة الشعور تجاه آلآم الاخرين .. لا حيلة لك معها الا بتلاوة سورة يس في كل يوم . ..
انا معها عالق في هذه الحياة ببعضي .. اما كلي فهو مستقر في عوالمه البعيدة ... لا افكر مطلقا ان استدرج كلي الى هذه الحياة .. لان حجم هذه الحياة يضيق ببعضي ..
اخطط دوما معها لنعبر الزمن .. لنتجتاز اليوم السابع بدون ان نشهد اهوال احداثه المريرة ..
الفرق بين عوالمي البعيدة و بين هذا العالم السحيق ان الذرات هناك تفنى و تتجدد لحظيا و بصورة مستمرة.. . اما الذرات هنا فهي لم تتغير منذ مليارات السنين ..
اي انك عندما تدخل في عوالمي فستجد انها عوالم متجددة للافضل و بصورة مستمرة .. عكس ما يحصل لعالمكم هذا من احتباس . ..
( كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل و اوتوا به متشابها )
اي ان الثمرة التي ستأكلها هناك ستجدها بعد مرور الوقت انها تغيرت شكلا و طعما نحو الافضل ... اما الثمار هنا فهي من اسوأ الى اسوأ ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق