رعشةُ البَّرد والدُّموع
تعانق صوت بطن جائع هلوعْ
هناك .. والشتاءْ ..
جاءَ ؛
يعلنُ الحربَ علىٰ الديارْ
ديارنا التي كانت تضجُّ بالضياءْ ..
ما أصبحت ديار ،
واسمها الجديدْ :
خاوية إلاّ منِ انتظار
قادم يحيد
عنها اسمها المَوْشيَّ بالموت
والدمار ،
في عَجَلة من أمرها ؛
كانت تغور ..
وقدُّها الممشوق بالحنان والحبور
بموعد مع الخراب القادم المحتومْ
والسر مخبوءُ في قفاهْ !..
سيأتي حاسرا نجواه ..
في الليل أو في وضح النهار
يحمل فأس جَوْرِهِ الحُطام ..
ليقطع الأشجار ..
ويعلن القرار :
كلُّ مَنْ كان على اصطبار
أُحرِقُهُ بصبرهِ المَشْؤُومْ !!..
في صلب هذه المعمعة اللَّجُوج
وحقدها الغرور ،
كان الرجل الصبور
يلتحف الرداء ..
باسْتياء ..
في ظلمة الدار
هناك والصغار
دموع الجوع منهمُ ممزوجة ..
مع اللُّعاب ..
مرموقة في الغيب باحْتِقارْ
لم يأكلوا منذ ليلة فارقها الهناء
فاضطروا بالإلهاء
أن يقضموا ما احتملوا في ساعة العوز والشقاءْ
بقية الأخشاب في الأبواب
فالجوع سيّد الأجواء ..
والملجأ الأبواب ..
بقيّة الأبواب !!..
توشك أن تكون الانتهاء
هل قلت توا قاصدا بقية الأبواب ؟..
وهل بهذا الأمر من عجبْ ؟
حطب .. حطب
وكلنا .. عجب ،
أرواحنا تزهق في العجب ..
أطفالنا ..
أعمارنا ..
أرهقها الخشب !!،
أطفالنا ..
أعمارنا ..
أحرقها الخشب !!،
كأن وعدنا مما تركنا خاسرين من خشب !
أَحْرَقَنَا الفقرُ قانِعينَ لأن حَشْوَنَا عَجَبْ !.
الشكر الجزيل شاعرنا محمد صفاء ال حيدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق