الكلُّ قد رحل، لم يبق سوى الموت، وبعضٌ من الحجارة العالقة بأسياخٍ من الحديد.
تجوّل في الشوارع، بين حارات بلدته، لفحته نسائم الصباح الحزينة، ظلال الخوف تتكاثف حوله.
عيون أطفأتها العاصفة، وهي ترقب الأمكنة تبحث عن الأمان، وتلوذ بجدران متصدّعة، توشك على الانهيار.
أحاسيسه المكبوتة بالقهر والحيرة تصحبه في تجواله.
يفتش عن صديقٍ لم يرحل بعد، يجالسه، يشكو له، يشرب معه فنجان القهوة الصباحية، بجانب ياسمينةٍ تحتضن حائطاً لم يتصدّع، لم يجد سوى حفرٍ مليئة بالدموع، وبعض كتلٍ صلبة تحذره من الاقتراب، وتجبره بأن يغير مساره بالاتجاه الآخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق