تتهاطل اللَكمات على صدغ الأيَام فيزيغُ البصرُ...الرَؤيةُ ضبابيَة والأقدامُ تتعثَرُ في بُؤر الضَياع...
يسرقُ المجهولُ إحساسها فتترنَحُ على أعتاب الهاوية.
تخبَُط يجتاح خارطة الرَحلة وهُم قطيع بلا قائد...تعدَدت مشاربهُم والعلَةُ واحدة ...
ها هُم في المتاهة لا نورا يسعفُ ولا علامة تهدي ...لا شيء غير وسوسة شياطين الإنس والجان
تحاصرُ العقول الجرداء، ترسكلُها ثم تبذرُ فتنمو نباتات شوكية ...شجرُ زقَوم طلعُه من ضريع..
وعلى مرمى الطُريق يتساقطُون...قطع ُشطرنج تلغي بعضها يعضا لكنَهُم بما لديهم فرحون ،
ينتظرون النُهاية بشغف المجانين وهو بينهُم تكويه الحيرةُ...يجرَُ قدميه خوفا ويعضَُ البنان
أسفا، يستغربُ ممَا حوله ...من نفسه وهو يغرقُ في مُستنقع الفتنة والحقد.
ارتجف قلبُه ممَا يرى وكاد عقلُهُ يُشلَُ لكنَهُ أحسَ نبضة تستشري في شرايينه وأحاطت به هالة
تُسقطُ سربال العتمة ...للحظة أحسَ أنَهُ قادر ...سيرهُ بات خببا وبصرُهُ حديد.
انتفض منه العقلُ يستردَُ عافيتهُ فقرَر أن يرفع راية التحدَي...أن يكسر القُمقُم ويندفع إلى
النَور.
هو يحملُ بين جنبيه ما يُميَزُه ولابدَ أن يكون أهلا لذلك ...حمد الله أن رفع عنه الغشاوة فأبصر.
ذات فجر امتشق عزمه وقرَر ...تركهم مُغرَبين واستند على حلمه مُشرَقا يدعو الله ويستغفر .
خطا خُطوات وأنوارُ الفجر تُهلُلُ...تنيرُ طريقا على جنباتها الطيرُ يُرتَلُ...ازداد حماسا لكنَ
عين الجهل رصدته ، أعدَت لهُ الكمين ونالته فتطاير مع الضَربات شظايا تنغمسُ في بحر
النَُور ...تُعلنُ الانعتاق من الدَيجور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق