يفترض عندما تكتب عليك أن تشعر انك اِله تلبس قميص الإلوهية... فانك في لحظة الكتابة تصبح ربا قاضيا وخالقا ومثقفا للكلمات وصانعا محترفا للصورة ...
طقوس الإلوهية تأخذ بيدك لكي تكون كاشفا متروٍ لما علق في ذاكرتك من إرهاصات وخيبات وقصص قد تكون فيها قيصرا ماردا مانحا درع الانتصار لشهوة الأنا وغريزة الفخر أمام متلقٍ مفترضٍ مُحب ٍ وهائمٍ يجلس تحت عرش صنيعكَ وخلقك ..
عندما تثمل وينتهي الأمر بك ولم تعد الشهوات تغريك لكونك قد تخمت فانك تعود لانكسارك وخسرانك للحرب بين الأنا والآخر في دواخلك .. خلدك أن تكون مجبولا و مجبرا للخنوع واليأس ... كأي قيصر ضاعت منه إمبراطورية الذات ومزاعم التحدي .. تكاد لا تقوى على خلق فعل أو حرف جر أو أداة استثناء أو لحن أو لوحة ... فما على الآخر إلا أن يجردك من تاجك ويخلعك من عرش الشهوة ويعيد سيوف الغزو إلى غمدها .. وتتحول كرنفالات الاحتفاء والرقص واللهو والدروشة والعبث إلى مآتم ومراثي.. فتتعالى أصوات النواح واللطم .. وتعيش لحظة الإلوهية الحزينة وتنكس رايات دولة الذات ..
لعبة الإلوهية في معابد الروح تحتاج لمتلقيين جاهزين يجيدون فن التصفيق ويقدمون الولاء في أي زمن وفي أي مكان ..
الولاء إلوهية مستدامة لا تقضي حربا ظافرة ودرع انتصار ...
الموالاة فناً مجردا من غريزة الشهوة للذات الانانوية .. بل خضوعا لها وقناعا محتميا بها .. لا تطالبك بمنتجٍ أو صنيعٍ .. بل تكتفي بإشباع لحظوي لغريزة ما أو قضاء حاجة مجبولة تدفعك لارتداء قناع الولاء كي تسد رمقا وفاهً جائعة ..
لحظة الكتابة فجيعة الإله .. لا يشعر بموته وعزلته وحتمية تخليه عن ديمومته إلا حين تغزوه شياطين الإلهام فتخور قواه وتتمكن منه ... لا تسعفه أدواته بمقاومتها فيذعن لها ويصبح عبدا أجيرا تحت سلطة الشيطان مدوناً ما يمليه عليه من حروف وصور ورؤى ووجد ليخلق كائنا شيطانيا ولد لحظة تخليه عن إلوهيته وعرشه ومريديه راكلا مواليه إلى جحيم صنعه .. فَيمسَ كل من رأى خليقه هذا الذي يسمى نصا أو لوحة وقطعة موسيقى ..
المنتج الفني أو النصي الذي ولد في لحظة تحول الإله إلى شيطان هو الكائن الوحيد الذي يكسره ويعبث به ويحيله رمادا وتسقط فرضياته وقضائه بأنه الرب القاضي المرتدي لقمصان الكشف ويصبح المنتج ثابتا وتزول سلطة الإله وتتبدد فرضياته وبراهينه وقواه
الإله والشيطان والإبداع متضادات في لحظات الإلهام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق