يا حامل الشوق
ها انا آتيك من مدن طال انتظارها
من مساءات برائحة الرازقي والقداح
من مقاهٍ تعج بالعاطلين
وصراخ الخاسرين في ( الطاولي والدومينو)
من ازقة بغداد العتيقة
من شناشيل لم يكسر الزمان حياءها
وها انت عند حدود الخوف
تفتح جوازات سفرك
وتسل ما تشاء ايها المتوسد لآخر دكة في دروب الراحلين
ستظل متأرجحا بين قوسي الرحيل والبقاء
سل ما تشاء ولا تنتظر مني تلويح المودعين
فكلنا على رحيل ..
خبيء بضاعة عمرك في صندوق حكاياتهم
واحمله انينا يسمعه القادمون من الذاكرة
للوجع لون باهت .. تعكسه مرايا التأنيب
وجه بائع التذاكر
خوف امي ودمعة ابي
اولئك الذين حملونا وزر موتهم مبكرا
سأبدأ العد ..
سأحمل عصاي كقائد اوركسترا والوح بها
في مسرحكم الكبير الذي يخلو من الحاضرين
الا انا وشيء من قلق
استمر بالعد ..
فتسخر مني كل الاصابع
يا حامل الشوق
الم اخبرك ان تتريث
او ربما نسيت .. لا يهم
يكفي ان تكون هناك
حيث هم وحيث رائحتهم
وحيث يرتلون قداس غربتهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق