الفصل صيف والحرارة مرتفعة، الوقت ساعة متأخّرة من الليل، المكان فوق السّطح، استندت على كرسيّ تنظر الى السّماء، حائرة، منشغلة، وهذا رمضان قد حلّ وابنها لم يعد، يبدو أنه قد عدل عن ذلك ليعكّر مزاجها كما كان يفعل في كل مرّة....
لماذا هذه القسوة وقد ضحّت من أجله، رفضت الزواج بعد وفاة أبيه وتحمّلت تكاليف تعليمه وعيشه وصبرت حتى اشتدّ عوده..
تمسح دمعة انفلتت من مُقْلتيها وتبعث ببصرها نحو النّجوم تقاسمها آلامها وتشاركها مرارة الوجع فيغيب بريقها وتتجهّم بتجهّم حالها..
عديد الأفكار تدور بخلدها تروح وتجيء وسط تزايد الخوف فلم يعد شريط فكرها يمرّر إلا مشاهد السّواد، وكلّ حياتها سواد...
ودّت لو تعرف شيئا عن أفكاره وكم خشيتْ أن يبتلعه يمّ الهجرة فلا يعود، وبين الفينة والأخرى تحمل هاتفها تحاول عبثا الاتصال به فتردّها الخيبة: مغلق.. دائما مغلق...
البصر متّجه نحو السّماء، انصهار في ملكوت الله... لحظات بوح ومناجاة، إنّ الله لا يردّ دعوات الأم حين تسأله..
ولا زالت تدعو حتى حملها النّعاس فغابت بين طيّاته..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق