خذْ شهيقا
قبلَ فقدانِ الوعي
واحتفظْ بوعيكَ
إلى أن يأتيكَ الوحيُ
من بغداد مُستَقرِّ النبوءات ..
بغداد
نبضُ الشرايين ،
كحلُ الأرضِ والماء ،
وحيدةٌ مع الفراتين
تجوبُ البساتينَ ، تُحيي رفاةَ السنين ،
تبحثُ عن لحنٍ فقدَ مغنّيهُ منذَ الحربِ النّاعمة ،
تشعرُ بالحصار
حينما يجتمعُ حولَها الواهمون … المدركون بلهجةِ المزامير ،
يفتحُ لها الغرباءُ نوافذا
يستنشقونَ حروفها
يلتهمونَ طعمَ التبغدد
لا يبالون … بعسرِ العيش
مهضومةٌ مهمومةٌ
على حَدٍّ سَواء للظالمِ والمظلوم
فهل مِن سبيل
فيها تقطنُ الروحُ المستكينة ..…
كن منصفاً يا فجرَ البلاد
فديناهُ بحرفٍ عظيم
وتلّهُ للجفون …
غاصتِ الحوادثُ في قواقعِ الدموع ،
عانقَ القنديلُ ملامحَ السهر ،
كيفما تكون أنشودةُ الغيوم
هي نحيفةٌ
كأنّها آخر وليدٍ
باللهِ لا توعزْ أوتارها
لغسقِ الحالمين
ولا تكلْ الولهَ
بصواعِ الحنين
بغداد وعاءٌ طاهرٌ
لا يمسّها إلا الطاهرون …
بغداد
استتري -بغداد- خلفَ صدري
وبهدوءٍ ارفعي قماطَ العقولِ
من هذا الزمنِ المجنون ..
——————
البصرة / ٢٢-٦-٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق