حلُمتُ لا لأحلمَ
و لكن رأيتُ الغمامَ واقفاً على بابِ الصدى
يسرقُ حفيفَ الأغنياتِ من منامي
و سروةٌ ظللتْ كبرياءَ ظلالي
ظلالي ليستْ لها ذراعي
لأحملَ غير هذا العتابَ العقابْ
و أرحلَ بين ذاكرتينِ ...
و احدةٌ لأنساكِ
كما ستنسى سروةٌ غداً ظلها خفيفاً
يسيرُ على ضفَّتَيْ كلامي
أَأَحلمُ كما أمسِ ... لا
هل أغيرُ لونَ وسادتي ...؟
ربما لونها الرمادي يذكرني بالقيامةِ
ربما تنقصني صلاةُ أمي
تُعلمني حرفةَ زرقاءَ اليمامةِ
و هل لأحلامي ذنوبٌ كما العاصفة
لأنها شبَّهتْ بحة النايِ بنكهةِ عينيكِ
أم أنها فاسدةٌ كتفاحةِ - أفروديت -
أم أغيرُ مواعيدَ هبوبِ الصباحِ على وجنتيكِ
أم أخيرُ حلمي بيني و بين قبلتكِ الخاطفة
أنا لا أحلمُ إلا للضرورةِ ...
بحثُ عن حلمٍ تاهتْ يداهُ عنكِ
كانَ عاصمةً لمُلكي
قلتُ خذي خدودَ ناينا
و اتركي لي ثقباً يراني منه غدي
يذكرني بطعمها ، ثم أنامْ ...
أنامُ ...لا لأحلمَ كما أمس
على ذراعيكِ أرى
يُشيد جرحي حديقةً
تسلي دمعَ جنازتها
و لكنْ حلُمي ...حامضٌ
كالعناقيدِ في عرقِ اليدين
و تجتاحني عاشقةٌ عابرة
على مدخل النسيانِ تروضُ شتاءها
لكي لايُؤلمَ العابرونَ غرفةَ نومِها
أقول لها مَعذِرة
على شفتيها يكبرُ حلمي
لذيذاً كبرتقالةٍ إرتجلتْ ظلها
يطيرُ بي عالياً بلا تَذكِرة
يحطُّ على سقفِ أغنيةٍ
و يعترضْ ...
على أحلامي و ينتفضْ
أنا لا أحلم إلا للضرورةِ
ويأخذني الصَّبا على جناحيه
يتركني قمراً مريضاً على عتبة
لأنني كلما رأيتُ حلمي نشيداً عنيداً
إفتقدَتْ بوصلتي نبضَها
و أمي رهنتْ حصانها و صارت عربة
لكنها احتفظتْ بالصهيل
ويهمسُ الغريبُ في أذنِ الغريبةِ
أحبكِ ، لولا أنني أخاف
أخافُ أن يفقدَ صوابَه ليلُنا
فكيفَ لذاكرةٍ ضيعتْ أصابعها
أن ترسمَ هلالاً
تطل الملائكةُ منه علينا ... فَرِحنا
ربما تغيرَ مذاقُ العناقْ
لاصورةَ واضحةً في خلايا أحلامنا
لا داليةَ صدَّق رؤيتها النبيذُ
لا غيمةَ تهرِّب في بياضِها الرمادي موجةً
تفرش طفولتها كي ينامَ الحالمونَ
ربما تستفيقُ النوارس من كبوةِ حلمها
و أحضنُ امرأةً على هيئةٍ أيقونةٍ
كلها ياسمين ... كلُّها
أراها تنظفُ قلبها من غبارِ السنين
أنام بين جدرانهِ على صدرها ...لا لأحلمَ
و لكن لكي أصححَ فصيلةَ دمي
أنا لستُ يوسفَ يا أبي
- أنا لا أحلم إلا للضرورةِ -
لأقصَّ عليك ما أراه
خريفٌ إستباحَ حريمَ الفراشاتِ
و الفراشاتُ إتخدتهُ وصيا
لم يعد في القلبِ هنا أو هناكَ
متسعٌ لوخزةِ استعارة
تحسستُ قلبي مايزالُ ينبضْ
لكن نبضَهُ لا يدل عليَّ
فتشتُ عن شرفةٍ في مذكرتي
لكي أرى و لو قمراً يُحيلني عليه
لم أجد سوى طائراً عابراً
يرفضُ الوقوفَ بين يديَّ
رأيتُ أمي
ماتزالُ تذكرُ أحلامي كاملةً
كما تذكرُ ظَبيةٌ وجهَ قاتلها
و تجمعُ صيحةَ دُملجِها ... صفحةً صفحةً
و يحتجُّ قلبُها عليها كي تُعيدَها إليَّ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق