علي انت في الوجدان تحيى
وتبقى دائما فوق الثريا
سُقيت المكرمات وانت طفل
أتيت الحكم حتى قبل يحيى
وعلمك النبي بكل علم
وايمان فصرت له وصيا
عبدت الله لا ترجوا ثوابا
ولا نارا تخاف بها صليا
ولكن ردت ان تبقى شكورا
لمن انعم عليك وكنت حيا
عرفت الله حتى ذبت فيه
ولم يعرفه غيرك والنبيا
بذلت النفس قربانا لطه
وكنت بجنبه سندا قويا
ونمت على فراشه لا تبالي
بموت جاء صبحا او عشيا
فقد كنت تهم بحفظ طه
سعيت لأجله للموت سعيا
فمن ذا غيرك للحرب يعدو
وسيفك لاهث يشكوا صديا
فتسقيه الدماء من النحور
فيشرب لا يحس بها رويا
ويحصد بالرؤوس كحصد زرع
تطيح على الثرى تحدث دويا
فلولاك لظل الدين يحبو
وما ذاقت له الرجلين مشيا
وهدمت صروح الشرك حتى
تهاوت أصبحت ارضا سويا
وقفت بكل معركة تنادي
أريد مبارزا بطلا كميا
ولم تطعن بسيفك اي ظهر
أبيت وكنت حقا هاشميا
وكنت اذا يجن عليك ليل
تقلب في السماء طرفا بكيا
تناجي الله تدعوه بخوف
وتسجد تذرف الدمع السخيا
ولم تركن الى الدنيا قليلا
وما كنت لها يوما نجيا
فقد كنت تراها ذات غم
ويبقى من يغازلها شقيا
فطلقت القصور وساكنيها
وما كنت بها يوما حفيا
ورحت تعيش ألام اليتامى
وتمسح فيهم خدا نديا
ولا تأكل سوى خبز وملح
فأي خليفة يشبه عليا
ولم تلبس ثيابا فاخرات
وكنت بثوبك البالي رضيا
وكنت تسير بين الناس فردا
وما كنت لفخفخة شهيا
فيا ملك القلوب بقيت وترا
وما جيء بمثلك ادميا
سوى طه ومنه اخذت درسا
فكنت لما تعلمت وفيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق