- تعانق أصابعي المرتجفة قلمي الذي يبث خلجاتها وكأنها تتوسله لينثر خفقات خافقي المدنف حروفا حرى ، بينما ترقص طلعتك الباسقة مهفهفة كدلع الرئمان في باحة أفكاري . .
تهمس ذاكرتي لخافقي عن مياسة قدك الساحرة ويجترع فؤادي نشوى تلك الهمسات وملامحك تسلب الوسن من عيوني . .
عيونك آه من عيونك . . أجزم أنهما تسطران أعظم ملاحم الحسن . وبهما أنا أجزم أني أتفوق على جلجامش بالخلود وأضاهي أنليل بالألوهية بهما أنزل زيوس من ملكوته صاغرا أمامي . .
سيدتي أسمحي لي أن أناديك مليكتي . . فقبلك أنا ما كنت أحسب أنني قد أهزم فقط من عيني امرأة . . . وهاأنا قد سقطت إثر نبلي عينيك الفتاكتين . . . لم تحمني دروعي ولا براعتي المعهودة لي في الحؤول دون أن ترديني . كان فرسي الكبرياء قد جاوز الجوزاء وكان صهيله له دوي يغمر البسيطة والبيداء . . بعينيك فقط سقطت عنه . .
أيتها الفاتنة . . عندما إلتقت عيناي بعينيك قرأت بهما تاريخ الخلود وكيف ينهزم الفاتحين وتزوي حضارات وتضمحل أساطير الأولين . . أنت فقط الأسطورة والملحمة والحقيقة الأقدس . . ليتني فقط أجد ألف طروادة لأغزو حصن خافقك المتين . . في تاريخي ألافا من الأساطيل ولم تعبأ يوما بأنواء ولا أعاصير السنين ، وإذا بها أشرعتي تتحطم على صخور شواطئ عينيك .
يذوب الكلام على شفتيك كالسكر . بل وعليهما تهرق أعتق صهباء فيسكر منهما المدام .
كم تتبعت تنقل أناملك الندية الملائكية في ذلك اليوم عندما كنت تكتبين وكاد يذوب القلم بينها - وكان القلم قلمي - وكم حسدته يومها .
مليكتي الفاتنة اسمحي لي أن أفترش أمامك وبكل التبجيل والاحترام احدى طواسيني علي أصيب من وصفك شيئا :
1. أيا من يصور وليس كتصويره مثيل . . هب لي من البيان أحسنه جميل .
2. فأرسم أبدع ماخلقت بوافر . . الألفاظ لآلائك بها قبس الدليل .
3. أرنو إلى غادة مهفهفة الأعطاف . . تسبي النواظر إليها قسرا فتطيل .
4. فإذا مامشت وتمايلت تموج . . على أعتاب خصرها الخوافق وتجول .
5. فارعة وخصرها كالخيزران ألوى . . والجيد كجيد الرئمان أتلع مصقول .
6. تخوض عيناها الوغى بالهدب . . كأن كل رمش منها سيفه مسلول .
7. تخر الجبابر من فتك لحاظها . . فكل صنديد أمام عينيها مقتول .
8. وفي فاها تدير أشهى سلافة . . وعن طعمها عييت ماذا أقول .
9. رضابها عصير مسكر وشهد . . وعلى شفيها ينساب جوعي الوغيل .
10. فإذا ماتذوقته زادت ظامئتي . . فكيف إلى الإرواء منها السبيل .
11. بانت في محياها المحاسن كلها . . فكأنها في غياهب الدجى قنديل .
12. لاذ الحسن إلى صفحات نحرها . . فكأنه لوح رخام للنور مبتول .
13. سمت عليه حبات العقد تألقا . . كما لو شفها مقامها المأمول .
14. تميل الشمس -إذا ما بدت - خجلا . . من وجهها وفي ابتسامها تعليل .
15. هي أنسية وشاها الله ملاكا . . ففؤادي في صبها هائم كليل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق