أبحث عن موضوع

الأحد، 26 يونيو 2016

أمل من رماد ................. بقلم : صالحة بورخيص/ تونس




أضْفى قُرص الشّمس المودِّع بعض شُحوب على ملامحها، عيون تنطق بالحزن وشفاه كئيبة لا يبدو عليها أثر ابتسامة، جسد منطوٍ على جراحه ونفس منكفئة على عذاباتها، تُمزّق أعماقها سيوف الوحدة وتحرِق هموم الغربة قلبها المنفطر من الوحشة تحطّم أبوابه تهدّد بعض أنس تسلّل من منافذ السّراديب يغتال بصيص أمل ارتسم ذات غفلة بحياتها..
خوف يطرق باب قلبها ويغزو فِكرها المرهق وهي تنتظر قدومه على أحرّ من الجمر، أسئلة علِقت بفكرها كما تعلق السّمكة بشبكة الصيّاد لا سبيل إلى نجاتها وقد فات موعد حلوله وبدأت أحلامها الورديّة ببناء عشّ زوجيّة سعيد تنهار مع وابل الظّنون..
سرى دبيب اليأس مع كلّ جزء فيها ولبِستْها رعشة كما غصن مخضرّ هبّت عليه رياح الجنوب بِسُمومها لتُنْهي ما بقيَ من جمال في عوده، وقابلتها الأشباح تتراقص في العتمة على شاكلة شياطين متمرّدة فاتحة أفواها برائحة البشاعة..
في ركن البيت أضاءت شمعة وجلست ترقبها وهي تذوب، أجزمت أن ذاك هو مصيرها مع ذلك لا بأس أن تمتّع بصرها في تلك اللحظات ببصيص ضوء قبل أن ينطفئ.... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق