الحجارةُ والحربْ
كلُّ حجارةٍ
وعديدٌ منَ الحَكايا...
كلُّ حربٍ
وعديدٌ منَ التوابيتِ...
كلُّ أرضٍ
وعديدٌ منْ جَداولِ الدماءِ...
إِنّي أكتُبُ القصيدةَ هذه
للأنسانيةِ!
لمعنى الأنسانِ!
أمامَ جنودِ الجوعِ،
والأسْرِ والمرضِ والحربِ والأيدزْ...
إلهي،
بعدَ أنْ تُلَقِّنَ الحربُ أمواتَنا كُلَّنا،
لَقِّنْهُمْ أنتَ أمواتَهمْ كلّهمُ...
إلهي،
بعد أن مسحَ الجوعُ،
صورةَ الخبزِ منْ وعْينا،
عساكَ تَظهَرُ أنتَ وقطعةُ خبزٍ،
وتُنسيَنا الجوعْ...
الحجرْ:
لا أعلمُ مِنْ أيةِ حكايةٍ أبدأْ،
إصغِ لي:
أأنتَ اللاّتُ والعُزى إلاهاتُ قريشْ،
أمِ الحجرُ الأسودُ المقدسُ لِمكّةْ؟
أأنتَ بندقيةٌ بينَ أيدي أطفالِ فلسطينَ،
أمِ المصلّى الحجريُّ في قريةٍ مهجورةْ؟
أيها الحجر:
إنكَ آدميٌّ مثلُنا،
وقعتْ عليكمْ لعنةُ الإلهِ،
واسودَّتْ وجوهُكمْ،
منكمْ مَنْ تَوسَّلَ كثيراً،
سجدتُمْ،
غايةَ ما وهَبَكمُ الألهُ،
بياضَ الملائكةِ ونورَها،
كثيرٌ منكمْ،
كانوا سُذَّجاً إزاءَ الحربِ،
غايةَ ما تَخَضَّبتُمْ بدماءِ بعضكمْ بعضا...
أيها الحجرُ:
بعضكمْ أضحوا صُفْرَ الوجوهِ مِنَ الخوفِ،
والبعضُ الآخرُ بلا لونْ...
أيتها الحربُ:
أنتِ تُوَدِّعينَ رَتْلاً منَ التوابيتِ،
أيُّ نَجّارٍ ذكيّ أنتِ
في صناعةِ خَشَبِ الموتْ؟
حربُ الأخْوةِ وحربُ القبائلِ وحربُ الثَرَواتِ،
في كُلها أنتِ نشيدٌ في المقدمةِ،
ونحنُ نُنشِدُكِ دوما...
أيتها الأرضُ:
أنتِ قارةٌ جميلةْ،
مَلأى بحدائقِ الفردوسِ،
وفي البرجِ العالي للإلهِ،
ملأى بسرايا ملوكِ العُهْرِ،
يُقايِضونَكِ،
بثوانٍ من اللذةْ،
أنتِ نشيدُنا،
وهمْ يُنشِدونَكِ غيرَ مؤمنينَ بكِ،
أنتِ حكايةٌ،
يَقرؤونكِ،
ومِنْ دونِ درايةٍ يَمحُونَكِ...
أيتها الأرضُ:
أنتِ بلادُ قلوبنا،
أُنصُري الأنسانيةَ،
وإنْ في بلدٍ صغيرْ،
اُنصريها،
وإنْ في طَبَقِ فِنجانِ مملكةٍ ما....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق