أبحث عن موضوع

الأحد، 4 يناير 2015

غربة 13................. بقلم : محمود قباجا /// فلسطين



تجمع أم عائد ما تبقى من الذكريات كرت تموين وكوفية ومفتاح وقمباز مازالت تحتفظ بها في درج خزانتها ، تتفقدها باستمرار
وتفتح المذياع أحيانا الذي عتقَ مع مُرور السنين عليه وتراكم
حبات الغبار ونسيج خيوط العنكبوت .

تخرج إلى الحي كعادتها تستطلع أخبار الناس فهي كصحافية بدون شهادة وتمتهن وظيفة اختارتها لنفسها تستجدي منها الأمل الذي يكاد يذبل يوما بعد يوم .
تفاجئها الأخبار بأنباء سارة أحيانا فما تلبث أن تتبدد وتتلاشى عند حلول الظلام .
فرقة وخلافات وصراعات هنا وهناك ، تمزق أكباد الأشقاء .
تبني الآمال الكبيرة على ابنها عائد الذي يرتقي يوما فيوما في عمله الذي
يمثل لها الاستمرارية التي ستحقق أحلامها التي ترويها بقطرات دمعها وتغذيها شجون النفس والمشاعر التواقة للعودة للديار .

يعود عائد بعد يوم عمل شاق مُرهق . يعلو الوجه بعض التنهدات وتجعيدات الجبين ، ليس كعادته مما لفت انتباه أمه التي تتفقده عند خروجه وعند عودته للبيت .
أين الابتسامة والوجه البشوش ؟
ما بك بني ؟
أسئلة تتوالى وارتعاشة في الأوصال
ما دهاك يا بني ؟
يطلب منها عائد السكوت فالارهاق يغلف وجهه ويكسيه بالعبوس .
كيف بي السكوت وأنت بهذه الحال
تكلم بني؟
رد بصوت خافت : وماذا أقول ؟
أخبار لا تسر البال يا أمي
صديقتي التي أرغب الزواج بها (شيماء) قاموا بهدم بيت أهلها وقلع أشجار زيتونهم
وتم استشهاد عمّها وجرح العديد من الناس الذين قاموا بمحاولة التصدي من أهل بلدتهم لمن يحاول اغتصاب الأرض والمكان .
تصيح أم عائد :
يا ويلي كتب على شعبنا القتل وهدم البيوت وقلع الأشجار والتشريد
يرد عائد لتهدئة أمه : إنّه قدرنا
ماذا بالنسبة لصديقتك (شيماء) يا بني هل هي بخير؟
رد عليها والدمعات تفر من عينيه :
وكيف تكون بخير بعد هذا المصاب؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق