سقاكِ الحيا أرض الأحبةِ قَطْرُهُ
يُقَبِّلُ فيها خَطوَ مَنْ سلكوا الدَّربا
ويبعثُ أجواءً نرى أهلَنا بها
كأنَّهُمُ مازالَ من روحهِمْ عُقْبى
كأنَّ توالي الغيثِ يستنهضُ الذي
تَغيَّبَ في الأعماقِ يدعوهمُ قُربا
ويبحثُ فيهِ القَطْرُ إذ ظلَّ يرتمي
على شارعِ الشَّوَّافِ عن وجهِ من حبّا
وجوهُ بُنَيّاتٍ عَبرْنَ بخِفَّةٍ
لِمدرسةِ الأولى وَصلْنَ لها سِرْبا
وَعندَ سقيفاتِ الدكاكينِ فُرْجةٌ
تَنَسَّمُ عِطرَ الغيمِ حينَ همى عَذْبا
يسائلُ بابَ السورِ في نسماتِهِ
تهبُّ عليْنا أينَ كنتمْ ؟ لنا عُتْبى
بَعدتُمْ وَخَلَّفتُمْ لنا غُصَّةَ الآسى
وَفَقْدُكمُ قد سَبَّبَ الحزنَ والرُّعْبا
سَتوقِفُنا الجدرانُ مِنْ كلِّ جانبٍ
تقولُ لقدْ أنكرْتُمُ لكُمُ صُحْبا
هوَ الحيُّ محيانا إذا غابَ أهلُهُ
حضورُهمُ باقٍ وإنْ رَحَلوا غَرْبا
مَنازلُهُمْ في القلبِ حَلّوا وإنْ دَجَتْ
علينا خطوبٌ نوَّروا الأملَ الرَّحْبا
وقفتُ على الأبوابِ جئتُ مُسَلِّما
فقالتْ فلانٌ ؟! هجركمْ نَخَرَ القَلبا
يُفَتِّشُ عنكمْ مَنْ تحبّون كُلَّما
سماءٌ بسامراءَ قد هطلتْ سُحْبا
وَنَسمعُ ذكرَ الله دارَ بغُرفةٍ
تُكَرِّرهُ أصواتُهم تَجذِبُ اللبا
صلاةٌ على الأركانِ يعلو دَوِّيها
على خيرِ خلقِ اللهِ تستنطقُ الصُّلْبا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق